إجلاء المترجمين الأفغان.. خطة أمريكية تعيد مشاهد فيتنام والعراق
مع رحيل القوات الأمريكية من أفغانستان بعد قرابة 20 عاما، يبقى مصير عشرات الآلاف من الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة على المحك.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، ذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن، للصحفيين، أن الحلفاء الأفغان الذين شاركوا القوات الأمريكية في أفغانستان كمترجمين أو سائقين أو في وظائف أخرى سيتم نقلهم من أجل سلامتهم.
وأضاف: "كل الذين ساعدونا لن يتم التخلي عنهم.. وقد يعني ذلك إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص، حيث يلوح خطر عودة طالبان في الأفق".
ووفقا للصحيفة، فإن من يتتبعون تاريخ الحروب الأمريكية، يرون تحركا لإجلاء الحلفاء، في الوقت الذي تفقد فيه أمريكا شهيتها للحرب، "يحمل أصداءً من الماضي"، فخلال الأيام الفوضوية الأخيرة لحرب فيتنام، مع إعلان القوات الشيوعية الفيتنامية الشمالية النصر، قامت الولايات المتحدة بإجلاء آلاف الفيتناميين الجنوبيين.
لكن المدافعين عن أولئك الذين لا يزالون على الأرض انتقدوا هذه الجهود باعتبارها بطيئة وغير كافية في مواجهة الحاجة الملحة.
وفي مقال نشرته وكالة "بلومبرج"، أشار الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس إلى مقتل حلفاء الولايات المتحدة في فيتنام.
وقال إنه لا يريد "هذا الاحتمال القاتم يعيد نفسه".
وقُتل ما لا يقل عن 1000 مترجم محلي عملوا مع القوات الأمريكية في أفغانستان أو العراق، حسب تقديرات مجموعات متطوعة، بينما كان العديد منهم ينتظرون التأشيرات.
وكانت إدارة نيكسون قد سحبت قواتها من جانب واحد من فيتنام عام 1973.
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة من الفيتناميين الجنوبيين الذين غادروا بلدهم وسط سيطرة الشيوعيين، ظل الكثيرون بالداخل، ومن بينهم من تم قتلهم أو إرسالهم إلى "معسكرات إعادة التأهيل".
ومؤخرا قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إنه لا يريد تكرار سيناريو فيتنام في أفغانستان.
وكتب جيم جونز، المحارب المخضرم في فيتنام لصحيفة ملتري تايمز، الشهر الماضي، قائلا: "إن المقارنة بين حرب فيتنام والحرب الأفغانية مقلقة.. كان لدينا الالتزام الأخلاقي بانتزاع أكبر عدد ممكن من الحلفاء، لكن بدلاً من ذلك، تخلينا عنهم لمصير مروع".
وفي الآونة الأخيرة، منحت الولايات المتحدة عددًا قليلاً من التأشيرات للمترجمين الفوريين وغيرهم في العراق الذين ساعدوا الجيش الأمريكي هناك.
ومنذ عام 2008، كانت تأشيرة الهجرة الخاصة متاحة، نظريًا، للعراقيين الذين عملوا مع الولايات المتحدة، مما يوفر مسارًا سريعًا للهجرة.
وتم إنشاء تأشيرة هجرة خاصة للأفغان في العام التالي.
ورغم ذلك لا تزال قائمة الانتظار طويلة، حيث ظل ما يقدر بنحو 70 ألف أفغاني ينتظرون تأشيرات خاصة تسمح لهم بالانتقال إلى الولايات المتحدة نهاية عام 2020.
ويشمل هذا العدد أولئك الذين عملوا مع الجيش والحكومة الأمريكية وكذلك أسرهم المباشرة.
وفي العراق، تبدو قائمة الانتظار أطول، حيث يوجد 100 ألف شخص في الانتظار.
وحتى في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لتكثيف إجلاء الحلفاء من أفغانستان، توقف برنامج العراق مؤقتًا نتيجة تحقيق في تزوير التأشيرات.
وأضافت صحيفة "واشنطن بوست" قائلة: "على مر السنين، قُتل العديد من العراقيين الذين عملوا مع الأمريكيين، ويخشى البعض بشكل متزايد من احتمال استهدافهم من قبل المليشيات المدعومة من إيران".