منوعات
اليوم.. مركبة الدفاع تستعد للاصطدام بكويكب في الفضاء
تستعد مركبة الدفاع الكوكبي "دارت"، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، لأداء مهمة تاريخية اليوم الإثنين.
تتمثل المهمة في الاصطدام بالكويكب "ديمورفوس"، بالرغم من أن هذا الكويكب صغير الحجم، لا يمثل أي خطر على كوكب الأرض، إذ إنه ليس في مسار اصطدام مع الأرض.
وتستهدف الوكالة الأمريكية من خلال هذه التجربة التاريخية، التي تتجه كل أنظار العالم لمتابعة تفاصيلها، إلى اختبار قدرة مركبة الدفاع الكوكبي التابعة للوكالة الأمريكية على تنفيذ مناورة دفاعية، عندما يكون هناك خطر حقيقي يتمثل في وجود كويكب في مسار تصادمي مع الأرض، حيث سيتلقى حينها مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع "ناسا"، معلومات من مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS)التابع أيضا للوكالة، ليقوم بالإعداد لمهمة دفاع كوكبي.
والحديث عن إمكانية تنفيذ "الدفاع الكوكبي" ظهر منذ عقود في دراسات نظرية، ولكن المهمة التي ستقوم بها المركبة "دارت" في تمام الساعة 7:14 مساء اليوم بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ستكون هي الأولى من نوعها التي تختبر هذه الرؤية النظرية في تجربة عملية.
ويدور الكويكب "ديمورفوس"، الذي اختارته ناسا لتنفيذ التجربة مثل الساعة كل 11 ساعة و55 دقيقة حول كويكب أكبر بالقرب من الأرض يسمى "ديديموس"، وستختبر "دارت" إمكانية قطع دوران هذا الكوكيب الصغير، حول الكويكب الأكبر لمدة 10 دقائق، كما قالت في تصريحات صحفية، نانسي شابوت، قائدة تنسيق مهمة المركبة (دارت) في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، والذي يدير المهمة.
وعند نجاح هذه المهمة، ستعطي هذه التجربة العلماء الثقة في أن تقنية إبعاد الكويكبات يمكن أن تعمل في المستقبل، حال كان هناك خطر.
ووفق المعلومات المتوفرة على موقع "ناسا"، فإن جميع الكويكبات المعروفة التي يحتمل أن تشكل خطورة لديها فرصة ضعيفة للتأثير على الكرة الأرضية خلال الـ100 سنة المقبلة، ومع ذلك فإن التجربة التي ستنفذها "ناسا" تستعد لهذا السيناريو البعيد زمنيا.
ويتم تقييم خطورة اقتراب الكويكبات من الأرض وفق مقياس علمي يعرف باسم "مقياس تورنتو"، وهو يشير إلى اسم المدينة الكندية التي اجتمع فيها عدد كبير من العلماء ووضعوا معايير تجمع بين الطاقة التي يمكن أن تنتج عن التصادم واحتمالات حدوث التصادم، واتفقوا على تمثيل ذلك بالأرقام من صفر إلى 10.
وتتدرج الخطورة وفق هذا المقياس، حيث يشير الرقم صفر إلى عدم وجود أي فرصة محتملة لحدوث ذلك، ويشير الرقم 10 إلى اصطدام خطير يمكن أن يتسبب في حدث شبيه بما وقع قبل 55 مليون عام، وتسبب في انقراض الديناصورات، ويتم تعديل احتمالات الاصطدام كلما توافرت معلومات جديدة عن الكويكبات.
وتوجد في أكثر من دولة جهة علمية معنية بدراسة خطر الاصطدامات، وقياسها وفق هذا المقياس، ولكن الجهة الأكثر شهرة هي مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والذي يوفر بدوره معلومات لدعم مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع للوكالة الأمريكية.