زراعة الأشجار تزيد تلوث الهواء في الصين
دراسة حديثة تؤكد أن حملة بكين لزراعة الأشجار تتسبب في انتشار جسيمات دقيقة معلقة في الغلاف الجوي تؤدي إلى أوبئة خطيرة.
توصلت دراسة حديثة قام بها علماء صينيون إلى أن حملة بكين الضخمة لزراعة الأشجار أسهمت في تلوث الهواء بالمدينة.
ووفقاً للباحثين، منع "السور العظيم الأخضر" الذي تسعى البلاد إلى زراعته، تفرق ما يصل إلى 15% من جسيمات 2.5 بي إم الضارة في الهواء، وهي جسيمات دقيقة معلقة في الغلاف الجوي تدخل إلى المجاري التنفسية للإنسان وتتسبب في أمراض وأوبئة خطيرة، وقد تؤدي إلى وفاته.
في ذروتها خلال الفترة المدروسة، بلغت الجسيمات الضارة في سماء بكين، 350 ميكروجراماً لكل متر مكعب من الهواء، أي 14 ضعف مستوى الأمان الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.
وأشار الباحثون القائمون على الدراسة إلى أن الغابات التي يصنعها الإنسان أدت إلى تباطؤ الرياح التي تساعد في تشتيت الضباب الدخاني، مما حوّل المدينة إلى فخ هائل لملوثات الهواء.
وحسب ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، كانت قد نوقشت العلاقة بين زراعة الأشجار والضباب الدخاني لسنوات طويلة، ونفت الحكومة الصينية مراراً وتكراراً أن حملات مزارع الأشجار قد أسهمت في زيادة الضباب الدخاني في بكين والمناطق المجاورة، على الرغم من أن "المزيد من الأشجار والمزيد من الضباب الدخاني" قد أصبح قولاً شائعاً بين السكان.
وقال البحث الذي صدر بشكل مشترك من قبل معهد علوم الأرض التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في شيان، والمركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو بالولايات المتحدة، إن الغابات التي يصنعها الإنسان أسهمت في زيادة تلوث الهواء بنسبة 6% في العاصمة الصينية.
وقام الباحثون بتحليل التغير في المناظر الطبيعية في شمال الصين باستخدام بيانات الأقمار الصناعية من أوائل هذا القرن، حيث وجدوا أن الشجيرات الطبيعية والمراعي تختفي بشكل تدريجي، بينما كانت الغابات تتكاثر بقوة.
وأشاروا إلى أن تغير الغطاء الأرضي، لا سيما الواضح في نمو الغابات، يعزى في المقام الأول إلى برامج الصين الوطنية التي تهدف إلى زيادة رقعة الغابات والمحافظة على التربة والمياه.
وتجري الصين ما تقول الأمم المتحدة إنه أكبر حملة لزراعة الأشجار في العالم، والتي زادت من تغطيتها للغابات من 8.6% في عام 1949 إلى 21.7% العام الماضي.
وبحلول شهر مارس من هذا العام، كانت قد بلغت المساحة الكلية التي تغطيها غابات الصين الصناعية 69.3 مليون هكتار، أي أكبر من مساحة فرنسا الإجمالية، وفقاً لإدارة الدولة للغابات.
وبحسب تقارير وسائل الإعلام الصينية، تخطط الحكومة المحلية هذا العام لزراعة نحو 84 ألف كيلومتر مربع من الغابات الجديدة، بحجم أيرلندا تقريباُ، حيث كلفت السلطات فوجا من 60 ألف جندي من جيش الصيني بزراعة الأشجار في مناطق شمال بكين.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز