العب كل يوم.. دعوة عالمية لإعادة الاعتبار لحق الأطفال في الفرح والنمو

في 11 يونيو من كل عام، يحتفل العالم باليوم الدولي للعب، وهي مناسبة عالمية تتجاوز مجرد الترفيه لتؤكد على أهمية اللعب للطفل.
يأتي احتفال عام 2025 لليوم العالمي للعب تحت شعار "اختر اللعب – كل يوم"، في دعوة صريحة للحكومات والمدارس والعائلات ومؤسسات المجتمع المدني لإعطاء اللعب الأولوية القصوى في حياة الأطفال.
لماذا نلعب؟
اللعب ليس ترفًا، بل هو حق معترف به دوليًا بموجب المادة 31 من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة. فاللعب هو لغة الطفولة، أداة تعبير وتعلم وتواصل، يتجاوز الحدود الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ويعزز الفخر المجتمعي والانتماء الوطني.
يمثل اللعب وسيلة لاكتشاف العالم، ومتنفسًا لبناء المهارات الضرورية لمواجهة تحديات الحياة في عالم سريع التغير. فهو يسهم في تنمية القدرات المعرفية والإبداعية والاجتماعية والعاطفية والجسدية، ويعزز قدرة الأطفال على التكيف وحل المشكلات والتعامل مع الضغوط النفسية والصدمات.
اللعب في قلب الأزمات
في أوقات الأزمات الإنسانية كالحروب أو النزوح، يتحول اللعب إلى طوق نجاة نفسي. فهو يوفر مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر وتجاوز الصدمات، ويساهم في بناء روابط دعم بين الأطفال وأسرهم ومجتمعاتهم. إن لحظة لعب بسيطة قد تكون فارقًا بين العزلة والانتماء، بين الخوف والأمان، بين الألم والشفاء.
أثبتت الدراسات أن التعلم القائم على اللعب هو من أنجع الوسائل التعليمية، إذ يشجع الطفل على المشاركة النشطة والتعلم من خلال التجربة والمرح. هذا النمط يضيف عنصر المتعة للتعليم، مما يعزز من تحفيز الطفل ويُسهّل عليه الاحتفاظ بالمعلومات واكتساب المهارات.
دعوة إلى التحرك
احتفال هذا العام ليس مجرد تذكير بأهمية اللعب، بل دعوة ملحة إلى السياسات العامة والتمويل والتدريب من أجل دمج اللعب في البيئات التعليمية والمجتمعية. فاللعب لا ينبغي أن يُنظر إليه كرفاهية بل كضرورة من ضرورات الحياة، تعادل في أهميتها التغذية والرعاية الصحية والتعليم.
على الحكومات والمؤسسات وأولياء الأمور والمجتمعات أن يتحركوا لخلق بيئة محفزة وداعمة للتفاعل المليء باللعب بين الأطفال ومقدمي الرعاية. فكل لحظة لعب هي استثمار في مستقبل طفل، وفي مستقبل إنساني أكثر تسامحًا وابتكارًا وسلامًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI1IA==
جزيرة ام اند امز