هل فقد تقليد "ركوع اللاعبين" رمزيته في يورو 2020؟
مع تزايد التصرفات العنصرية خلال الفترة الأخيرة، حملت كرة القدم لواء مواجهة هذا النوع من الأفعال بوسائل شتى، منها "ركوع اللاعبين".
الركوع على ركبة واحدة قبيل انطلاق مباريات كرة القدم بات علامة تضامن رمزية للتنديد بالعنصرية ضد أصحاب البشرة الملونة، وبات بمثابة تقليد أساسي في العديد من المسابقات الرياضية عموما حول العالم، وتصاحبه عادة عدة شعارات تدعم المساواة بين البشر، وأشهرها "حياة السود مهمة".
صرخة في وجه العنصرية
وكان لاعب كرة القدم الأمريكية كولين كابرنيك عبر عن رفضه للعنف الذي تمارسه الشرطة في بلاده ضد السود، برفضه الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني الأمريكي قبل إحدى المباريات في 2016، مفضلا الركوع على ركبة واحدة لإبداء احتجاجه.
وأثار تصرف كابرنيك حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض، قبل أن تحذو مواطنته ميجان رابينوي، قائدة منتخب السيدات لكرة القدم، حذوه في العام التالي، ليصبح هذا التصرف رمزا لرفض التصرفات العنصرية.
وعاد هذا التقليد للواجهة خلال الاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة العام الماضي عقب مقتل المواطن الأسمر جورج فلويد خنقا على يد شرطي أبيض كان يحاول القبض عليه.
وانتقلت تلك الحركة إلى ملاعب كرة القدم الأوروبية، حيث أظهر العديد من اللاعبين والأندية في القارة العجوز تضامنهم مع فلويد بالقيام بها في التدريبات، قبل أن تصبح تقليدا شبه رسمي قبيل بداية المباريات.
الحركة تفقد قيمتها
على الرغم من أن حركة الركوع باتت شائعة في ملاعب كرة القدم الأوروبية منذ ما يقرب من عام، فإن الممارسات العنصرية للمشجعين لم تتوقف، سواء في المباريات أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
كذلك فإن العديد من اللاعبين لم يتوقفوا عن توجيه إهانات عنصرية للاعبي الخصم، وهو ما حدث عشرات المرات في مختلف المسابقات منذ بداية الموسم، وكان آخر ذلك من النمساوي ماركو أرناوتوفيتش الذي عوقب بالإيقاف مباراة واحدة في "يورو 2020" بسبب توجيه لفظ عنصري ضد لاعبي مقدونيا الشمالية.
تكرار الحوادث العنصرية في ملاعب كرة القدم أثبت أن الركوع على الركبة أصبح جزءا من روتين ما قبل المباراة، لكن بدون أي دور حقيقي في تغيير الواقع.
يذكر أنه في مارس/آذار الماضي رفض الإيفواري ويلفريد زاها، لاعب كريستال بالاس الإنجليزي، أن يقوم بحركة الركوع وظل واقفا أثناء قيام زملائه بها، في مشهد أثار الكثير من الجدل.
وقال زاها، في تصريحات نقلها موقع "Squawka" البريطاني، إن حملة مناهضة العنصرية فقدت تأثيرها وقيمتها، مضيفا أن قراره بالوقوف عند انطلاق المباراة لا يمكن وصفه بالصائب أو الخاطئ.
وشدد زاها على أن الكثير من اللاعبين أصحاب البشرة السوداء لا يزالون يتعرضون للعنصرية، سواء ركع اللاعبون أو وقفوا.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg جزيرة ام اند امز