لينين الرملي.. صانع نجومية محمد صبحي يرحل حزينا
الكاتب الموهوب استطاع تقديم أعمال رائعة على مستوى الفكرة والحوار، ساعدت صبحي في إبراز موهبته الفنية بشكل قوي.
صال محمد صبحي وجال على خشبة المسرح في أعمال شهيرة؛ منها "الهمجي" و"الجوكر"، انتزع الضحكة من أفواه الجماهير وحفظ الناس عن ظهر قلب جمله الحوارية حتى تربع نجما لـ"أبو الفنون"، غير أن بطلاً آخر يجهله كثيرون توارى خلف ستار المسرح هو صانع هذه النجومية، إنه الكاتب لينين الرملي.
ولِد لينين الرملي في 18 أغسطس/آب 1945 في العاصمة المصرية القاهرة، وسط أسرة متوسطة الحال ومحبة للقراءة والاطلاع، وفي بداية حياته أحب كتابة القصص القصيرة.
ومن أجل صقل الموهبة التحق بمعهد الفنون المسرحية ودرس النقد الفني، وعقب التخرج تعرف على الفنان محمد صبحي وتلاقت ميولهما وأفكارهما، وقرر الثنائي تقديم أعمال مسرحية تناقش قضايا اجتماعية بشكل كوميدي.
استطاع الكاتب الموهوب تقديم أعمال رائعة على مستوى الفكرة والحوار، الأمر الذي ساعد صبحي أيضاً في إبراز موهبته الفنية بشكل قوي، واتفقا معاً على تأسيس فرقة "استديو 80" وقدما معاً مسرحيات ثرية منها "انتهى الدرس يا غبي، الهمجي، الجوكر، تخاريف".
لم يتوقف طموح لينين الرملي عند خشبة المسرح، فكتب للسينما عدة أفلام أبرزها "الإرهابي، بخيت وعديلة" اللذين قدمهما الزعيم عادل إمام، ليصنع نجاحاً جديداً بعيداً عن المسرح.
ولأنه كاتب يثق بأدواته ولديه موهبة استثنائه خاض تجربة الكتابة للتلفزيون، وقدّم عبر الشاشة الصغيرة 3 أعمال هي: "هند والدكتور نعمان، مبروك جالك ولد، حكاية ميزو".
ورغم النجاح الكبير كان لينين يعشق الكتابة للمسرح ويسعد بتصنيف النقاد له بأنه كاتب مسرحي، ولم يتخيل هذا المبدع أن المسرح الذي أحبه ومنحه كل حياته سوف يكون سبباً في ألمه.
بدأت معاناة لينين الرملي الحقيقة أثناء عرض مسرحية "وجهة نظر"؛ حيث دبت الخلافات بينه وبين محمد صبحي، بسبب رفض الأخير استمرار الفنانة عبلة كامل في المسرحية وترشيح ممثلة بديلة، وعندما تمسك لينين بموقفه طلب صبحي الانفصال.
من هنا شعر بوجع شديد، وكان دائماً يقول إن سبب حزنه الكبير أن الناس تعرف محمد صبحي وتجهل الكاتب، الذي صنع أغلب أعماله المسرحية.
لم يستسلم لينين وراح يكتب ويقدِّم عروضاً بوجوه جديدة تارة ووجوه معروفة تارة أخرى، وكان آخر أعماله على خشبة المسرح "اضحك لما تموت" عام 2018، إخراج عصام السيد، وبطولة نبيل الحلفاوي والراحل محمود الجندي.
وفي يونيو/حزيران 2019 أصيب الكاتب الكبير بتصلب في الشرايين وعدة جلطات أجبرته على الصمت وعدم الكلام، وبعد صراع طويل مع المرض مات صانع البهجة عن عمر ناهز 74 عاماً.
قدَّم لينين الرملي عبر مشواره الإبداعي 50 مسرحية و3 مسلسلات و6 أفلام سينمائية.