المصري شاكر الصمادي.. متعافٍ من كورونا يتبرع 5 مرات بالبلازما
مصري متعاف يتبرع ببلازما الدم لـ5 مصابين بفيروس كورونا المستجد، يروي قصة تبرعه لـ"العين الإخبارية"، وكيف ينتظر أسبوعين ليتبرع مجددا.
ربما يبدو مألوفا أن يتبرع أحدهم بالدم لشخص مريض، لكن أن يقرر شخص متعاف حديثا التبرع لـ٥ أشخاص ببلازما الدم دفعة واحدة، ويبدأ بعد الأيام لكي يتمكن من التبرع مجددا للمزيد من مصابي كورونا (كوفيد-١٩) قصة لا تبدو عادية، تفرّد بها المصري شاكر الصمادي.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت وزارة الصحة المصرية نجاح تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا من الحالات الحرجة ببلازما المتعافين وزيادة نسب الشفاء والخروج من المستشفيات.
ليلة ما قبل التبرع
الصدفة قادت "شاكر الصمادي" (٤٠ عاما) للتفكير في التبرع، إذ تعثر في استغاثة أحدهم، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يطلب التبرع ببلازما للدم لأخيه المصاب بكوفيد-19، ليتصل بالرقم الموضح ولكن يخبره أن أخيه قد فارق الحياة منذ ١٠ دقائق، ليقضي "شاكر" ليلته يفكر كيف يمكن أن يكون سببا في انقاذ آخرين بأسرع وقت.
"انتظرت الصباح بفارق الصبر، وذهبت لأحد المستشفيات وطلبت منهم التبرع ببلازما الدم،أخذوا مني عينة للتأكد ما إذا كنت مناسبا للتبرع والحمد لله أبلغوني بعدها بساعات أن أذهب للتبرع".. هكذا يروي "شاكر" لـ"العين الإخبارية".
يضيف "شاكر": "فكرت في تأثير وسائل التواصل وكيف يمكنني مناشدة المحتاجين لهذه البلازما وبالفعل كتبت عبر جروبات كثيرة أنني سأتوجه للمستشفى صباح الغد وفي انتظار أي شخص يحتاج البلازما من نفس الفصيلة".
5 حالات في الانتظار
يكمل الرجل الأربعيني الذي بدا سعيدا وهو يروي كيف فرح حين أخبروه بوصول ٥ من ذوي المصابين كانوا قد شاهدوا ما نشره عبر فيسبوك: "تبرعت بقرابة لتر من بلازما الدم وفهمت أنها وزعت عليهم.. تمنيت لو كنت أستطيع التبرع كل يوم، لكن الطبيب أبلغني بضرورة مرور ١٥ يوما على التبرع الأول".
رفض "شاكر" الانتظار بعد تبرعه للمصابين بفيروس كورونا، كي لا يراه أحدهم وينهال عليه بعبارات الشكر أو يعرض مقابل مادي.
ويتذكر: "تبرعت وهربت.. وسأتبرع وآهرب مجددا.. لا أنتظر شكر ولكن أنتظر رضا من الله عني وعن أسرتي ويعوضنا خيرا ويشفي الجميع".
مكالمات لا تُنسى
لا يتوقف هاتف المتبرع "شاكر" عن الرنين، عشرات المكالمات تطلب منه التبرع، فيواسي بعضهم ويقدم نصائح للبعض الآخر، ولا يتوقف عن تسجيل الأرقام لعله يعثر عن متبرع مثله لهم خلال مدة الأسبوعين.
مكالمتان لا ينساهما شاكر، "الأولى لزوجة طلبت منه التبرع لزوجها الذي يمر بحالة حرجة بعد إصابته بالفيروس، فما كان منه إلا أن بكى تأثرا وعجزا، ليهاتف بعدها المستشفى يسألهم عن إمكانية التبرع أو ايجاد متبرع جديد".
المكالمة الثانية جاءته من شخص يعرض عليه مبلغ مالي كبير (3 آلاف دولار - ٥٠ ألف جنيه مصري) لاحتياجه لبلازما الدم، فيبلغه "شاكر" أنه لو كان يستطيع لفعل بلا مقابل.
يبتسم وبعبارة يملؤها الرضا، يقول "شاكر" الذي ترك عمله منذ قرابة عام وليس لديه مصدر دخل حاليا: "أخبرته على الفور أنني لم أكن لأتقاضى أي مقابل لشيء ليس ملكي بالأساس.. الله من أصابنا وهو من عافانا وهو من يجعلنا سببا لتعافي آخرين فكيف أقبل ما هو حرام".
لا يخشى "شاكر" من التبرع مرة ثانية وثالثة ورابعة، بحسب قوله، وينصح غيره من المتعافين بفعل الأمر نفسه قائلا: "لماذا الخوف ولماذا البخل؟ لن يفقد أحدا الأجسام المضادة، إذا تبرع ستتجدد الخلايا وستظل لديه.. فلنساعد بعضنا فأنت اليوم بصحتك، وربما غدا قد تحتاج من كان يحتاجك".
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أصدر فتوى بتحريم بيع المتعافين لبلازما الدم، مشددا على أن "جسد الإنسان بما حواه من لحمٍ ودَمٍ ملك للخالق سُبحانه لا ملكًا للعبد، ولا يحق لأحد أن يبيع ما لا يملك".
وأوضح أن ثمن الدَّم حرام لا يجوز؛ لأن الشيء إذا حُرّم أكله حُرّم بيعه وثمنه.
رحلة التعافي
تعود إصابة أسرة الصمادي، إلى عدوى انتقلت للزوجين من خلال ابنهما الذي يبلغ ٨ أعوام ونصف العام، ليقررا بعدها أن يفرض ثلاثتهم على أنفسهم عزلا منزليا، يخضعون فيه إلى نظام صحي يرفع كفائة المناعة لديهم.
ويقول "شاكر": "كنا نتناول الشوربة بالجنزبيل مرتين في اليوم، ونواظب على شرب الأعشاب الدافئة مثل الينسون والمرمرية وغيرها".
ويضيف: "شفي ابني في يومين ثم زوجتي بعد أسبوع أما أنا فأتممت شفائي في 10 أيام".
يوجه "شاكر" نصيحته للمصابين بفيروس كورونا: "لا شيء أهم من الحالة النفسية، حافظوا عليها بكل قوتكم، الخوف يدمر الجهاز المناعي، فلا تخافوا وكلما اشتد المرض تذكروا أنها محنة ستزول مثلما حدث معي ومع أسرتي" .
aXA6IDE4LjExNi4yMC4xMDgg جزيرة ام اند امز