فضل الدعاء في رمضان.. الفوز بالجنة والعتق من النار
باحث أزهري يقول إن "الاستغفار مفتاج الجنة وهو كل شيء، يمحو الذنوب ويفتح أبواب الرزق ويقرب العبد لله"
شهر رمضان هو موسم الطاعة الذي يستغله العبد ليدعو الله مستغفرا عما ارتبكه من ذنوب ومعاصٍ طوال العام، وليرفع درجات إيمانه يداوم على تلاوة القرآن الكريم ليلا ونهارا حتى ينال الثواب والأجر المضاعف من الحسنات، ويكتب عند الله من السعداء.
ويتسابق العباد على أداء الطاعات والصلوات الخمس والتراويح التى تعقب صلاة العشاء، ويكثر من الأدعية صباحا ومساء، إذ يقول المولى عز وجل في سورة البقرة آية 186 {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
ومن أفضل الأدعية التي يتضرع بها المسلم لربه قبل بداية الشهر المبارك "اللّـهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ، وَقِيامي فيهِ قيامَ الْقائِمينَ، وَنَبِّهْني فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ، وَهَبْ لي جُرْمي فيهِ يا اِلـهَ الْعالَمينَ، وَاعْفُ عَنّي يا عافِيا".
ثم يأتي دعاء استطلاع رؤية هلال الشهر الكريم والذي كان يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام عند هذا الوقت "اللَّهمَّ أهلِلهُ علَينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامَةِ والإسلامِ ربِّي وربُّكَ اللَّهُ".
بعدها يأتي دعاء الصائم عند الإفطار، والذي كان يقول فيه النبي صلَّى اللهُ علَيهِ وسلم "ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ وثبتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ تعالى".
ومن أدعية الشهر الكريم أيضا دعاء ليلة القدر، الذي قالت عنها السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها "سألت رسول الله، أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها؟ فقال النبي: قولي (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي)".
وثالث الأدعية هو دعاء من أفطر عند قوم، فقد كان يقول رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أفطَرَ عندَ أهلِ بيتٍ قال "أفطَرَ عندَكمُ الصائمونَ، وأكَلَ طعامَكمُ الأبرارُ، وتنزَّلَتْ عليكمُ الملائكة".
وعن صلاة التهجد في رمضان، ورد عن عبدالله بن عباس قوله "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: (اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ).
ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ".
ويقول صبح عبدالوهاب، الباحث الأزهري في الشؤون الإسلامية، إن التضرع إلى الله سبب لكل خير، وشهر رمضان هو موسم الطاعة، لذا علينا جميعا استغلاله جيدا ونكون ذاكرين لله، سواء من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة حتى نفوز في النهاية بالجنة ونهرب من النار.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "الاستغفار مفتاج الجنة فهو كل شيء، يمحو الذنوب ويفتح أبواب الرزق ويقرب العبد لله"، واستند لسورة نوح والآية من رقم 9 إلى 12 والتي يقول فيها الحق عز وجل {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
وأشار الباحث الإسلامي إلى فضل ذكر الله على العبد المسلم، وفقا لسورة "الأحزاب" آية 35 التي يقول في سبحانه: {إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.
وأكد أن هناك أدعية لا بد أن يقولها المسلم سواء خلال شهر رمضان أو غيره منها: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، اللهم رحمتك.. لا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله.. اللهم طهرني من الذنوب والخطايا.. اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس".
ويقول: "يجب على المسلم التضرع لله بأدعية التوبة وقضاء الحاجة والدين وتفريج الهموم ورفع البلاء في شهر رمضان وطوال العام، ومن هذه الأدعية:
دعاء التوبة
"اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ".
دعاء قضاء الحاجة
"لا إله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، الغنيمة من كل بر والسلامة من كل شر، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
دعاء قضاء الدين
"اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ربّ اجعلني من عبادك المخلصين، ووالدي والمسلمين والمسلمات، ربي اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزقنا، وأغننا في الدين والدنيا والآخرة، أنا وكل من قال اللهم آمين يا رب العالمين".
دعاء تفريج الهموم
"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، أسألك بكل أسمائك وصفاتك أن تفرج كربي وهمي.. اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".
دعاء رفع البلاء
"اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت. لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ السّماوات والأرض، وربّ العرش العظيم. اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدّين، وغلبة الرّجال".
دعاء رفع الوباء
"تحصنت بذي العزة، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير".
أفضل أوقات الدعاء:
تعد أفضل أوقات استجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل.
عند الأذان، والوقت بين الأذان وإقامة الصلاة.
وقت السجود، وبعد الانتهاء من الصلاة من الأوقات التى يزيد فيها رجاء الإجابة.
وقت الإفطار من الصيام، من أكثر أوقات إجابة الدعاء.
وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى وجود ساعة إجابة يوم الجمعة، وقد اختلف العلماء في تحديدها لاختلاف الأحاديث في ذلك، ففي بعض الروايات أنها من حين صعود الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وفي بعضها أنها آخر ساعة بعد العصر، لذلك يفضل الاجتهاد في الساعتين.