حوار أمريكي عراقي مرتقب.. وتحذيرات من "ألاعيب" إيران
هجمات مليشيات إيران على المصالح الأمريكية في العراق أدت لتدهور العلاقات بين بغداد وواشنطن منذ ٢٠١٨، رغم مطالب بحصر السلاح بيد بغداد
تستعد بغداد وواشنطن لبدء حوار استراتيجي منتصف يونيو/حزيران المقبل لتحديد مستقبل العلاقات بين الجانبين، ووجود القوات الأمريكية في العراق، وسط تحذيرات من ألاعيب إيران ومحاولاتها للانفراد بالعراق.
وأدت هجمات مليشيات إيران ووكلائها على المصالح الأمريكية في العراق لتدهور العلاقات بين بغداد وواشنطن منذ نهاية ٢٠١٨.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أن بلاده اقترحت حوارا استراتيجيا مع الحكومة العراقية، يعقد منتصف يونيو/حزيران المقبل.
وشدد بومبيو، خلال مؤتمر صحفي، على أهمية أن يتعاون البلدان كي لا تذهب الانتصارات على تنظيم داعش، والجهود لاستقرار البلاد سدى في ظل انتشار وباء كورونا وتراجع إيرادات النفط.
وأشار إلى أن الحوار المرتقب سيكون أول مراجعة لكافة المواضيع المتعلقة بالعلاقات الأمريكية العراقية، مبينا أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ديفيد هايل سيمثل واشنطن في الحوار.
وحذر سياسيون من أن إيران ستسعى لطرد القوات الأمريكية والانفراد بالعراق خلال هذا الحوار، وقال السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي إن النظام الإيراني لا يخفي مطامعه في العراق، ولا في سوريا ولبنان والخليج العربي.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" "إذا ما خرجت القوات الأمريكية فستنفرد إيران بالملف وبالسيادة والحكومة، ونحن نشاهد كيف يتم هذا الأمر، وجود القوت الأمريكية ما زال يمثل الحد الأدنى من وجود الدولة العراقية ذات السيادة، فضلا عن أنها تجعلها مركز انتباه واهتمام ومراقبة عالمية".
وأضاف الآلوسي أن إنهاء الوجود الأمريكي لم يتحقق الحديث عنه كمطلب لا برلماني ولا شعبي ولا حزبي، بل هو هدف استراتيجي لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، لذلك التفاوض على إخراج القوات رغبة إيرانية خطيرة تؤدي بالعراق إلى التهلكة.
سيطرة إيران
وتسيطر مليشيا الحرس الثوري على كافة مفاصل الدولة العراقية عبر مليشياتها، خاصة بعد سيطرتها على غالبية مقاعد مجلس النواب، وحولت بغداد لساحة لتصفية حسابات النظام الإيراني مع العالم.
وقال الخبير الاستراتيجي العراقي علاء النشوع "إن استمرار الوضع السياسي على الشاكلة نفسها من محاصصة طائفية، وبقاء الطبقة السياسية الحالية نفسها ، لن يكون هناك أي حوار".
وأكد النشوع لـ"العين الإخبارية" أن انطلاق أي حوار يتطلب وجود أرضية حقيقية للديمقراطية، فضلا عن وجود بلد مستقر، وحاليا ليس هناك أي شيء من هذا في العراق.
وتابع "البلد يواجه الكثير من التحديات، وليس هناك عصا موسى لتغييرها في هذه لحظة، لذلك يحتاج العراق لوقت طويل جدا لتحقيق استقرار دائم".
ووصف انطلاق الحوار الاستراتيجي بأنه "حديث إعلامي أكثر مما هو سياسي".
واستطرد النشوع بالقول "كان هدف الحكومة العراقية إخراج الأمريكيين في هذا الظرف فهذه خطوة غير صحيحة، وستجري الأمور لصالح إيران".
تصرف خطير
وأعرب عن اعتقاده بأنه "إذا كانت واشنطن جادة في بناء عراق قوي له تأثير في الشرق الأوسط، حينها ينبغي عليهم أن يعيدوا حساباتهم ضمن الحوار الاستراتيجي ويبدؤوا هذا الحوار مع الشعب بشكل مباشر".
وشنت مليشيات الحشد الشعبي وفي مقدمتها كتائب حزب الله العراق وعصائب أهل الحق، وغيرها أكثر من ٢٠ هجوما صاروخيا على قواعد عسكرية عراقية تضم قوات أمريكية وجنودا من التحالف الدولي.
وشملت هجماتها مقر السفارة الأمريكية في بغداد، وشركات النفط الأمريكية والأجنبية الأخرى العاملة في العراق.
وعقب مقتل الإرهابيين قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني، وأبومهدي المهندس الإيراني رئيس أركان الحشد الشعبي في يناير/كانون الثاني الماضي، عقد مجلس النواب العراقي جلسة استثنائية قاطعها نواب الكتل الكردية والسنية، صوتت خلالها الكتل الشيعية على إخراج القوات الأمريكية من البلاد.
وسلط الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي هشام الهاشمي لـ"العين الإخبارية" الضوء على الحوار الاستراتيجي المرتقب بين واشنطن وبغداد، موضحا أنها "سلسلة حوار لتفعيل بعض الفقرات الاقتصادية والثقافية والأمنية التي أهمل تفعيلها بعد عام ٢٠١١".
وأشار الهاشمي إلى أن الحوار ربما سيهتم في بعض ملفاته على تنظيم أو جدولة خروج القوات القتالية التقليدية أو الخاصة، التي يرى العراق أنه ليس في حاجة لها في الفترة الحالية والقادمة.
كما سيشمل تقليل انتشار القوات الأمريكية التي تؤدي أدوارا في التدريب والاستشارات والدعم الاستخباري والجوي، إلى حد يمكن يقلل من استفزاز الأحزاب السياسية الإيرانية.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز