مشكلة كل هذا الطابور، أنه في الأزمة مع النظام القطري، ظل صامتاً تماماً، بل حاول التبرير وإمساك العصا من المنتصف
تؤكد مجريات الأحداث، أن وطننا مُستهدف بقوة، وللأسف بمشاركة بعض من الطابور الخامس، الذي أثبتت الأيام أن أفراده لا يتمتعون بولاء للأرض، أو وفاء للقيم، أو إخلاص للتقاليد التي تربينا عليها.
وما أعلنته مؤخراً رئاسة أمن الدولة عن كشف خليتين تخريبيتين، إحداهما إرهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي حاولت استهداف مقرين لوزارة الدفاع، والثانية تجسسية تعمل استخبارياً مع دولة خارجية معادية.
مشكلة كل هذا الطابور، أنه في الأزمة مع النظام القطري، ظل صامتاً تماماً، بل حاول التبرير وإمساك العصا من المنتصف، بينما ادعاء الحياد وقت الأزمات الوطنية خيانة كبرى، تستوجب العقاب، لأنها خروج على الضمير الوطني الجمعي العام..
لا يعنيني الخلية الإرهابية، لأنها استمرار لمحاولات عقيمة ويائسة تجد دوماً من يتصدى لها من عيوننا الساهرة ورجال أمننا الأبطال، لكن الكارثة في الخلية الأخرى، التي باعت نفسها وضميرها ـ إذا وجد ـ لشيطان خارجي، تأتمر بأمره، وتعمل لحسابه لتقويض تماسكنا الداخلي وبث الفرقة، وللأسف فإن معظم هؤلاء من شخصيات خدعتنا طويلاً، عاشت بيننا، وأقنعتنا بصلاحها وباعت لنا الشعارات الجوفاء، بينما هي في حقيقتها لا تقل خطورة عما فعله المملوك جابر الشهير مع المغول وضد خلافته الإسلامية زمن الدولة العباسية.
هذه الخلية التي تضم بعضاً من رموز الإسلام السياسي، ومعه كتاب ومثقفون، كانت هناك تحذيرات مستمرة من وجودها بيننا، رهنت نفسها وباعت وطنها في إطار مشروع تخريبي دعمه وموّله بكل أسف، نظام الحكم القطري المتمحور مع إيران وجماعة الإخوان وأذرعها الإرهابية المنتشرة في المنطقة، ودون استباق التفاصيل التي بالتأكيد ستصدر عقب استكمال تحقيقات جهاز رئاسة أمن الدولة، كان واضحاً أن رموز الخزي تلك، ستنكشف وتتعرى تماماً، خاصة وأن بعضها هارب أو لاجئ لعدة دول بينها قطر وتركيا مثلاً، والمخجل أن بعضهم صرّح بحصوله على الجنسية القطرية، وكلنا نعلم سلوكيات النظام القطري خلال العقدين الأخيرين، وتهديداته الحقيقية لدول الخليج والعرب.. وما كشف عن دوره التآمري في مصر وليبيا والبحرين ليس بالقليل.!
مشكلة من يبيع وطنه وأهله باسم أيديولوجيات الإسلام السياسي التي يعطيها كامل الولاء على حساب وطنه الأم، أنه لم يدرك مغبة ما يفعل، وربما كان يظن ـ مثل أي جاسوس ـ أنه تحت حماية من جندوه ودعموه ومولوه وأسبغوا عليه الحصانة الوهمية، وبالتالي فإنه لن يُحاسب أو أن أحداً لن يكتشفه.
مشكلة كل هذا الطابور، أنه في الأزمة مع النظام القطري، ظل صامتاً تماماً، بل حاول التبرير وإمساك العصا من المنتصف، بينما ادعاء الحياد وقت الأزمات الوطنية خيانة كبرى، تستوجب العقاب، لأنها خروج على الضمير الوطني الجمعي العام.. وعندما قامت المملكة بتصنيف «الإخوان» كجماعة إرهابية، أو عندما بدأت عاصفة الحزم، أو عندما استضافت قمة الرياض لمحاربة الإرهاب، لم يلتقط هؤلاء الإشارة، ليفهموا أن لا تساهل فيما يخص الوطن وأمنه وأمن واستقرار أبنائه، بل تمادوا في الغواية، إن لم يكونوا قد اصطفّوا تماماً في الخندق المعادي، بدلاً من أن يثوبوا لرشدهم ويتبرأوا من أفعالهم وممارساتهم الشنيعة.
الحسنة في كشف هذه الخلية، أنها أسقطت ورقة التوت الزائفة عن عورة كل المتشدقين والعملاء والخونة، وأكدت أن في هذا البلد شعباً لن يسمح أبداً بوجود مثل هؤلاء الخونة، وأن القيادة عازمة على حساب كل مخطئ أو متآمر أو عميل.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة