مهرجان طنطا الدولي للشعر .. إمكانيات قليلة وآمال كبيرة
فعاليات المهرجان تقام على مدار 4 أيام، حيث تختتم أعماله في 28 أكتوبر الجاري، وتنعقد أمسياته وندواته الصباحية في أماكن متنوعة.
قبل أن يغامر الإعلامي المصري محمود شرف بإطلاق مهرجان طنطا الدولي للشعر، كانت الصورة العامة للمدينة التي تتوسط المسافة بين القاهرة والإسكندرية ترتبط فقط بمولد القطب الصوفي أحمد البدوي، إلا أن "شرف" الذي يعمل مذيعاً بالقناة الثقافية المصرية فكر في أن تشهد مدينته مهرجاناً شعرياً يشابه المهرجانات الدولية.
"كانت مغامرة كبرى"، هكذا وصف "شرف" فكرة المهرجان في حديثه مع "العين الإخبارية"، قائلًا: "بعد 5 سنوات، لا أكاد أصدق أننا نواصل العمل بنفس الدأب رغم كل المعوقات".
واكتملت الاستعدادات لإقامة الدورة الـ5 للمهرجان الذي تنطلق فعالياته في الـ25 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بمشاركة 26 شاعراً من 13 دولة، هي: مصر، السعودية، تونس، الأردن، العراق، كوريا الجنوبية، كولومبيا، البرازيل، أمريكا، فرنسا، إسبانيا، المجر، وصربيا.
وتقام الفعاليات على مدار 4 أيام، حيث تختتم أعماله في 28 أكتوبر/تشرين الأول، وتنعقد أمسياته وندواته الصباحية في أماكن متنوعة، من بينها: جامعة طنطا (كلية التربية، طب الأسنان، العلوم، التجارة)، ومدارس ثانوية (صادق الرافعي، المستقبل، الأمريكان)، إلى جوار نادي طنطا الرياضي، وبيت الجياد، بمدينة طنطا، كما يقيم المهرجان إحدى أمسياته الشعرية بمدينة دمنهور، بمركز الإبداع.
وحاول المهرجان في دورته الأولى تنظيم بعض الأمسيات الشعرية في المقاهي والكافيهات، إلا أن التجربة لم تجد النجاح المتوقع.
ويصر "شرف" على إقامة وتنظيم الفعاليات في مواقع تتسم بالزخم الجماهيري، ويقول: "من وظيفتنا التوجه إلى الناس، بدلاً من العمل في أماكن لها صفة نخبوية، ما يعني أننا لا نكرس لعزلة الشعر".
وحول ما إذا كان المهرجان يفكر في إقامة أمسيات موسيقية موازية لأمل الجذب الجماهيري، أكد "شرف" أن الفكرة مطروحة، لكن ليس لديهم الإمكانيات التي تمكنهم من ذلك، موضحاً: "ميزانية المهرجان لا تزيد على 6 آلاف دولار، في شكل إقامات فندقية وانتقالات تقدمها وزارة الثقافة".
وبعد 5 سنوات من العمل، يؤكد مدير مهرجان طنطا للشعر نجاحه في تنظيم احتفالية سنوية ومهرجان دون تلقي أي تمويلات أجنبية، والاعتماد فقط على دعم حكومي، من خلال مؤسسات وزارة الثقافة في مصر.
وقال: "هذا انتصار كبير؛ فالوزارة تقدم كل الدعم وبمنتهى الشفافية واليسر، ولا تتدخل إطلاقاً في ترشيحات الشعراء أو برامج الأمسيات، وتقدم دعماً لوجستيا للشعراء".
ومؤخراً تم توقيع بروتوكل تعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب، وجمعية شعر للأدباء والفنانين بالغربية (الجهة التي تنظم المهرجان)، ينص على دعم الهيئة ورعايتها للمهرجان في ضوء القرار الذي صدر مؤخراً من اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة المصرية، برعاية الدورة الـ5 للمهرجان بشكل رسمي.
ومن بين الشعراء المصريين المشاركين هذا العام: درويش الأسيوطي، صلاح اللقاني، سمير درويش، محمد أبوزيد، بهية طلب، جيهان عمر، عادل سميح، حنان شافعي، أشرف عامر، ومن الشعراء العرب: منذر مصري (سوريا)، محمد الحرز (السعودية )، مها العتوم (الأردن).
ويبحث "شرف" وفريق عمل من المتطوعين الشباب من أبناء مدينة طنطا، عن وسيلة لتفعيل علاقة المهرجان بالناس، ويتساءل هل طبيعة الحراك الإبداعي في عالمنا العربي تؤدي للنفور الجماهيري، ويرفض في المقابل أن يقدم أمسيات ذات صفة جماهيرية، باللجوء لمن يمكن اعتبارهم من الشعراء النجوم الذين يحظون بحضور جماهيري في المسابقات التلفزيونية.
ويقول: "خياراتنا القيمة الفنية وليس الانتشار، فالشعر ليس سلعة والمهرجان ليس (سوبر ماركت)، ورهاننا نوعي يخص شعراء قصيدة النثر الذين يتم تهميش حضورهم في ملتقيات أخرى، وإجمالا لا يمكن التعامل مع الشعر كأداة لتزييف وعي الناس".
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4zOSA=
جزيرة ام اند امز