يمكن الجزم أن مانشستر يونايتد ومن وراءه "سبيشال وان" ارتكبا خطأ استراتيجيا كبيرا عندما قررا التعويل على بوجبا بصفة مستعجلة دون العمل على تهيئته بدنيا
رغم نجاحه في تقديم عرض قوي أمام منافسه البلغاري ترجمه بفوز رائع (4-1)، فإن منتخب فرنسا خلّف بعض نقاط الاستفهام، خاصة على مستوى المردود الفردي لبعض اللاعبين على غرار نجم خط الوسط بول بوجبا.
إحصائيات المباراة تقول إن هذا الأخير كان أكثر لاعب قدم تمريرات ناجحة في منطقة المنافس (47) أو كونه أيضا أكثر لاعب قام بانزلاقات ناجحة (5) أو كونه أخيرا أكثر لاعب فاز بالصراعات المباشرة مع منافسيه (76.9%)، غير أن واقع الأمور يؤكد أنه كان من أسوأ اللاعبين فوق الميدان، خاصة خلال الشوط الأول الذي عجز فيه عن توجيه اللعب بطريقة ناجعة.
من الواضح أن ديشامب لم يكن لطيفا مع الوافد الجديد على مانشستر يونايتد خلال فترة الراحة، حيث عاد الأخير إلى الميدان بروح جديدة مكنته من المساهمة أكثر في عملية بناء الهجمة من الخلف، كما حاول خلق الخطر من خلال تسديداته من المسافات المتوسطة.
وتبدو المخاوف كبيرة حول قدرة "المعول"، كما يلقب في فرنسا، على تشكيل ثنائي متكامل مع لاعب باريس سان جرمان ماتويدي في وسط الميدان، خاصة أن المنافس القادم "للديكة" هو المنتخب الهولندي العتيد الذي يضم في صفوفه نخبة من أفضل نجوم "القارة العجوز".
بعد تلك السهرة الناجحة على المستوى الجماعي والفاشلة على المستوى الفردي، واصل بوجبا سياسة استفزاز الإعلاميين من خلال التصريح أن إجابته على جميع الأسئلة تكون فوق الملعب. كان بإمكاننا تفهم هذا الأمر لو أنه مردوده فوق الميدان كان مثاليا، وليس مهزوزا كما كان عليه الحال طوال الفترة الأخيرة
في الحقيقة، يجدر بالجميع الاعتراف، أنه من الصعب أن يصل بوجبا في الفترة الحالية إلى أفضل مستوياته الفنية والبدنية بسبب الانعكاسات السلبية الناجمة عن غيابه عن فترة التحضيرات الصيفية.
كما أن الأمور مرشحة للأسوأ في المستقبل، في ظل عدم تمتعه بفترة راحة شتوية بسبب تواصل المنافسات في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويمكن الجزم في هذا المجال أن مانشستر يونايتد ومن وراءه "سبيشال وان" ارتكبا خطأ استراتيجيا كبيرا عندما قررا التعويل عليه بصفة مستعجلة دون العمل على تهيئته بدنيا لموسم شاق جدا (بوجبا شارك في أول مباراة له مع "الشياطين الحمر" بعد 10 أيام فقط من الإعلان الرسمي عن انضمامه).
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة