من بولندا للولايات المتحدة.. كورونا يقهر ديمقراطية الصناديق
بين تأجيل الانتخابات الرئاسية لحين انتهاء جائحة كورونا وإجرائها بالتصويت عبر البريد الإلكتروني دار الكثير الجدل
فرض تفشي وباء كورونا المستجد واقعا جديدا ليس فقط على خطابات الساسة وبرامجهم، بل على طبيعة ممارسة العملية السياسية وآلياتها الديمقراطية.
وانعكست الجائحة العالمية على مواعيد الاستحقاقات الدستورية في عدد من الدول، كالانتخابات الرئاسية في بولندا والولايات المتحدة، ودارت النقاشات بين عدة اقتراحات؛ أبرزها الإرجاء لحين انتهاء الجائحة أو التصويت عبر البريد الإلكتروني.
وبين مؤيد ومعارض لهذه الأطروحات وقع الرئيس البولندي أندريه دودا، الجمعة، قانونا يحدد التصويت البريدي باعتباره الطريقة الوحيدة الممكنة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية البولندية لعام 2020 في ظل استمرار أزمة كورونا.
وكان البرلمان البولندي وافق على مشروع القانون، الخميس الماضي، ما سبب انقساما في الأغلبية الحاكمة، وأثار انتقادات شديدة من جانب المعارضة.
وجاءت الموافقة على مشروع القانون بأغلبية 236/213 صوتا، مع امتناع 11 نائبا عن التصويت، وتماشيا مع مشروع القانون، من المفترض أن تجري بولندا انتخابات عبر التصويت البريدي 10 مايو/أيار الجاري.
إلا أن زعيم الحزب الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي وحليفه ياروسلاف غووين أعلنا، مساء الأربعاء، أنّ الانتخابات الرئاسية المقرّرة الأحد المقبل، تم تأجيلها إلى موعد يحدد لاحقاً، بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وقالا، في إعلان مشترك على "تويتر"، إنّ الاستحقاق الرئاسي الذي طالبت المعارضة مراراً بإرجائه بسبب جائحة "كوفيد-19" لن يجري في موعده، وإنّ رئيسة مجلس النواب البولندية ستعلن عن "أقرب موعد ممكن" لإجراء الانتخابات.
ولم يشِر الإعلان إلى الموعد الجديد المحتمل للانتخابات الرئاسية البولندية، لكنّ الدستور وقانوناً أقرّ أخيراً يفرضان إجراءها في 17 أو 23 من شهر مايو الجاري.
ويخشى منتقدو التشريع من أن تهدد عملية التصويت عبر البريد، التي تم إعدادها على عجل، نزاهة العملية الانتخابية ومصداقيتها.
ومنذ تفشي فيروس كورونا، سجلت بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة، 14 ألف إصابة بينها نحو 700 وفاة.
كاليفورنيا أولى الولايات
وعلى الجانب الآخر وفي أقصى الساحل الغربي الأمريكي، أعلن جافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، أمس الجمعة، إتاحة الاقتراع بالبريد لجميع مواطني الولاية، خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجري بالولايات المتحدة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لتكون بذلك أولى الولايات التي تقر التصويت عبر البريد الإلكتروني.
وأضاف نيوسوم أنه سيتم التنسيق بشأن مواطني الولاية من ذوي الإعاقة ومن هم بلا مأوى، ومن لا يتحدثون الإنجليزية لضمان إتاحة مشاركتهم في الاقتراع حتى يتسنى لجميع سكان كاليفورنيا التصويت خلال فترة جائحة كورونا.
وأكد أن الانتخابات وحق التصويت من أصول الديمقراطية، لكن لن يتم إجبار مواطن بالولاية على المخاطرة بصحته من أجل ممارسة حقه في الانتخاب، ولأن التصويت بالبريد قد لا يكون مناسبا للجميع، فسيتم التنسيق مع مسؤولي الصحة في الولاية حتى يتم الاقتراع بصورة آمنة للمواطنين الذين سيتوجهون للمراكز الانتخابية.
وتعد كاليفورنيا بذلك أول ولاية أمريكية تلتزم بالموافقة على إجراء الانتخابات بالبريد وإتاحته لجميع الناخبين بها.
وتعد الولايات المتّحدة التي سجّلت فيها أول وفاة بالفيروس في نهاية شباط/فبراير، هي الدولة الأكثر تضرّراً في العالم من وباء كوفيد-19، سواء من حيث عدد الإصابات أو الوفيات، إذ إنّها تُعِدّ وحدها أكثر من ثلث الإصابات المعلن عنها في العالم بأسره وأكثر من ربع الوفيات المسجّلة عالميّاً.
وسجّلت الولايات المتّحدة، الجمعة، 1635 وفاة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد وفيات الجائحة في البلاد إلى 77178، استناداً إلى إحصاء لجامعة جونز هوبكنز.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز