المغرب العربي يسيطر على ترشيحات قائمة "البوكر العربية" الطويلة
رئيس لجنة التحكيم يشير إلى أن الروايات المرشحة تنوعت في مضمونها، فتناولت موضوعات الحرب، والسلام، والتاريخ، وقضايا الجماعات المهمشة
تشير القراءة الأولى لأسماء الأعمال التي بلغت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، لهذا العام إلى جملة من الملاحظات، أولها المضمون السياسي، حيث راقت للجنة التحكيم الأعمال الروائية التي تقارب الموضوعات السياسية المطروحة في عالمنا العربي.
وتجلى هذا الأمر في تعليق محسن الموسوي، رئيس لجنة التحكيم على القائمة، حين أكد أن الروايات المرشحة تنوعت في مضمونها، فتناولت موضوعات الحرب، والسلام، والتاريخ، وقضايا الجماعات المهمشة، والأقليات، والعلاقة بالآخر.
فيما رأى ياسر سليمان رئيس مجلس الأمناء أن "مجموعة الروايات المختارة تغوص في أعماق الهموم العربية والإنسانية، وتحمل في ثناياها هموم المدينة العربية ومنعطفات هذه الهموم بكل ما فيها من دمار وخراب، وهي في ذلك تدوّن لتاريخ يتجاوز المحلي والآني، ليلامس ما يهم الإنسان أينما كان".
وبالإضافة إلى غلبة الموضوع السياسي، يلاحظ ارتفاع نصيب بلدان المغرب العربي في القائمة، وربما لأول مرة تظهر 7 روايات من المغرب العربي، بواقع 4 روايات من الجزائر، وواحدة لكل من تونس وليبيا والمغرب، وهو أمر رده البعض إلى وجود روائي وأكاديمي جزائري بارز، هو أمين الزاوي، ضمن لجنة التحكيم.
وضمت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020، 16 رواية هي: "حرب الغزالة" لعائشة إبراهيم من ليبيا، و"رباط المتنبي" لحسن أوريد من المغرب، و"ماذا عن السيدة اليهودية رحيل؟" لسليم بركات من سوريا.
كما ضمت القائمة: "النوم فى حقل الركرز" لأزهر جرجيس من العراق، و"حطب سراييفو" لسعيد خطيبي من الجزائر، و"لم يصلِّ عليهم أحد" لخالد خليفة من سوريا، و"ملك الهند" لجبور الدويهي من لبنان، و"الحي الروسي" لخليل الرز، و"آخر أيام الباشا" لرشا عدلي من مصر.
كذلك شملت القائمة روايات "سفر بارلك" لمقبول العلوي من السعودية، و"الديوان الإسبارطي" لعبدالوهاب عيساوي من الجزائر، و"سلالم يرولور" لسمير قسيمي من الجوائر، و"حمام الذهب" لمحمد عيسى المؤدب من تونس، و"اختلاط المواسم" لبشير مفتي من الجزائر، و"التانكي" لعالية ممدوح من العراق، و"فوردقان" ليوسف زيدان من مصر.
ومن اللافت أيضاً وجود أسماء وصلت إلى القائمة الطويلة من قبل، وكُتاب رُشحوا للجائزة سابقاً أو فازوا بها، وهم: يوسف زيدان الفائز بالجائزة، و3 كُتّاب ترشحت أعمالهم في السابق للقائمة القصيرة، وهم: بشير مفتي، وخالد خليفة وجبور الدويهي.
ومن بين الأسماء كاتبان وصلت أعمالهما إلى القائمة الطويلة من قبل، وهما مقبول العلوي، وسمير قسيمي، والأخير إلى جانب بشير مفتي كانا من بين أكثر الغاضبين من الجائزة في دوراتها الأخيرة.
وشهدت الدورة الحالية من الجائزة وصول 9 كُتاب للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة وهم: عائشة إبراهيم، وحسن أوريد، وسليم بركات، وأزهر جرجيس، وخليل الرز، وسعيد خطيبي، وعبدالوهاب عيساوي، ومحمد عيسى المؤدب، وعالية ممدوح.
وتعد عالية ممدوح واحدة من أكثر الروائيات العرب رسوخاً، فإنتاجها الأدبي مطروح منذ سبعينيات القرن الماضي، ونالت عدة جوائز، أبرزها جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، التي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة.
ويبرز أيضاً من بين المرشحين اسم الكاتب السوري الكردي سليم بركات، الذي يُعد من الأسماء البارزة غزيرة الإنتاج في الأدب العربي المعاصر.
ومثّل اختيار محسن الموسوي رئيساً للجنة التحكيم، مفاجأة كبيرة، فهو على الرغم من رسوخ اسمه بين نقاد الرواية منذ الستينيات، إلا أنه يعيش ويعمل في الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم ما تثيره القائمة من نعرات إقليمية، يجري التعبير عنها في العادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المثير هذا العام قيام اللجنة بتجاوز أعمال لروائيين ذوي شعبية كبيرة، مثل المصري إبراهيم عبدالمجيد، بروايته "السايكلوب"، أو السوداني حمور زيادة، بروايته "الغرق".
كذلك قيام اللجنة باختيار كاتبة مصرية مثل رشا عدلي، التي تظهر في القائمة للمرة الـ2، في حين أن اسمها يكاد يكون غير متداول في الأوساط الأدبية، وهي من مواليد القاهرة عام 1972، وباحثة ومحاضرة حرة في تاريخ الفن.
وصدرت لـ"عدلي" 7 روايات، هي: "صخب الصمت" (2010)، و"الحياة ليست دائماً وردية" (2013)، و"الوشم" (2014)، و"نساء حائرات" (2014)، و"شواطئ الرحيل" (2016)، و"شغف" (2017)، التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2018.
وظهرت روايتها "آخر أيام الباشا" في القائمة، وهي تسرد رحلة حسن البربري، مرافق الزرافة التي أهداها محمد علي باشا، حاكم مصر في القرن الـ19، لملك فرنسا.
وتكشف الرحلة عن أحداث وأسرار مثيرة، فالبربري لم يكن مجرد حارس زرافة، بل كان أكثر من ذلك بكثير، فبطل العمل هو أستاذ تاريخ، كرس حياته للدراسة والأبحاث، واقتنع بأن الخوف الذي أصاب الباشا في نهاية حياته كان نتيجة مؤامرة تعرض لها، ويبحث البطل بكل الوسائل في الأمر، وفي النهاية يقرر أن يفتح مقبرة الباشا لتحليل رفاته.
ومن المتوقع أن تأتي القائمة القصيرة، المقرر إعلانها في المغرب، الثلاثاء 4 شباط/فبراير 2020، بجملة من المفاجآت، والتي قد تدفع بأسماء شابة تظهر لأول مرة في منافسة مع الراسخين على خريطة الأدب العربي منذ فترة، لاسيما سليم بركات، وعالية ممدوح، أو الذين ساعدت "البوكر" على تقديمهم، أمثال يوسف زيدان (مصر)، وخالد خليفة (سوريا).
والجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وتبلغ القيمة المالية للجائزة 50 ألف دولار أمريكي، وترعى الجائزة "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، بينما تقوم "دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي" في دولة الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز