محللون: مرحلة سياسية هادئة تنتظر موريتانيا مع الغزواني
محللون وخبراء من موريتانيا يرون أن البلاد مقبلة على مرحلة سياسية هادئة تحت إدارة محمد ولد الشيخ الغزواني
اعتبر عدد من الخبراء والمحللين أن استلام الرئيس الموريتاني الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني مهامه الدستورية رسميا يمهد لعهد جديد من التهدئة السياسية والحوار بين مختلف أطراف المشهد الموريتاني.
وأشاروا، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن التفاؤل بخصوص المرحلة الجديدة، والانعكاسات الإيجابية لتجربة التداول السلمي للسلطة يعود لعوامل، أهمها خطاب الرئيس الجديد وتصريحاته السابقة، بالإضافة إلى المشاورات التي بدأت قبل أسابيع بين الأغلبية والمعارضة من أجل إطلاق حوار وطني شامل في البلاد.
نقيب الصحفيين الموريتانيين محمد سالم ولد الداه اعتبر أن ما يميز مرحلة التناوب الجديدة على السلطة في موريتانيا كونها بين رئيسين منتخبين، مما يؤشر بنهاية مرحلة الانقلابات التي شهدتها البلاد في السابق، والتي كان من ضمنها انقلاب على رئيس منتخب سنة 2008.
وتوقع، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن تكون البلاد مع تجربة الانتقال السلمي الجديدة "أمام مرحلة ديمقراطية أكثر حيوية، تهتم بمعالجة ما وصفها بـ"الإشكالات الاجتماعية والسياسية التي تواجه موريتانيا".
واعتبر أن الانطباع الإيجابي السائد في الأوساط السياسية والشعبية حول شخصية الغزواني يعزز الأمل في تحقيق مرامي هذا التداول السلمي والانتقال السلس للسلطة، من تمسك بالحوار ومعالجة أولويات المرحلة.
وأرجع ولد الداه الأمل والتفاؤل بالمرحلة الجديدة من التداول السلمي للسلطة كذلك إلى مضامين أول خرجة إعلامية للرئيس المنتخب غداة ترشحه للرئاسة قبل أشهر، وكذلك الالتزامات والتعهدات التي وردت في البرنامج الانتخابي للرئيس ولد الغزواني.
وعدّد أولويات المرحلة المقبلة التي تنتظر الرئيس الجديد، معتبرا أن من بينها الاهتمام بترسيخ الوحدة الوطنية، ومعالجة الإشكالات الاجتماعية المطروحة، بالإضافة إلى تضميد ما وصفه بالشرخ الاجتماعي والشرائحي الذي خلفته الانتخابات الرئاسية الماضية، بالإضافة إلى المضي قدما في سلسلة الحوارات واللقاءات التي بدأت مؤخرا بين أطراف المشهد السياسي الموريتاني.
إجماع على التهدئة
بدوره يعتبر الكاتب الصحفي سيدي محمد ولد أبه، الملحق الإعلامي في ديوان الرئاسة الموريتانية، أن التداول السلمي للسلطة في موريتانيا الذي تحقق اليوم كان مطلبا لدى النخبة السياسية منذ أكثر من 50 سنة.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هناك أسبابا داخلية وخارجية متعددة، كانت تحول دوما دون تحقيق هذا المطلب.
واعتبر ولد أبه أن هذه التجربة الأولى من نوعها في موريتانيا سترسخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، وتشجع مناخ الاستثمار وتدفع رأس المالي الأجنبي للاستفادة من هذا المناخ.
وأشار ولد أبه إلى أن تحقيق هدف التداول السلمي للسلطة جاء بفضل تعديلات دستور 2006، التي نصت على تحديد المأموريات الرئاسيات باثنين فقط، بالإضافة لحرص الرئيس السابق على الالتزام بنص الدستور وتقديم موريتانيا كنموذج للديمقراطية.
ومن العوامل الداخلية التي أسهمت في الوصول إلى هذا الهدف كذلك -يضيف ولد أبه- الاستقرار الذي عرفته موريتانيا منذ عام 2008، والمكاسب الاقتصادية والسياسية التي تحققت خلال هذه الفترة، وكذلك حرص النظام الحاكم على استقرار البلاد أمنيا وسياسيا، وهي مقبلة على طفرة اقتصادية هائلة بعد استخراج الغاز الموريتاني عام 2021.
الكاتب والمحلل السياسي أحمد مولاي محمد، رئيس الاتحاد المهني للصحف المستقلة في موريتانيا، اعتبر أن هناك مؤشرات بمرحلة جديدة يميزها انفتاحا على المعارضة ومختلف ألوان الطيف السياسي.
واعتبر، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن المؤشرات تكشف تبني سياسة تصالحية شاملة ترتكز على التهدئة والبناء بمشاركة الجميع.
حدث استثنائي ودلالات عميقة
أما الكاتب والإعلامي الموريتاني محمد الأمين خطاري فتوقف عند الظروف التي جرى فيها حدث الانتقال السلمي للسلطة في موريتانيا، معتبرا أنه يأتي وسط حالة من الهدوء والاستقرار وصلت لحد اعتراف الطيف المعارض ضمنيا بالنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات.
وأشار خطاري، في تدوينة بحسابه على فيسبوك، إلى أن ما وصفه بالحدث الاستثنائي يعد محطة ذات دلالة عميقة في الجوار والمحيط الإقليمي، في ظل وضع بات فيه مجرد الحفاظ على استقرار البلدان وأمنها الاجتماعي مكسبا يستحق الإشادة والتنويه، بفعل أمواج ما يعرف "بالربيع العربي"، التي جلبت الدمار إلى مجتمعات ودول لا تزال جراحها مفتوحة.
وخلص ولد خطاري إلى أن لقاء جمعه بالرئيس الغزواني خلال فترة الانتخابات الماضية استنتج من خلاله أن الرجل يحمل تصورا مختلفا وآلية جديدة لتتعاطى مع المشهد السياسي الوطني، دون أن يعني ذلك القطيعة التامة مع ميكانيزمات عمل وبرامج وطنية كانت جزءا من صناعتها مع صديقه ورفيق دربه الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز.