تسييس التنس النسائي.. «هدف التعادل» أقوى رد سعودي على أزمة مقال «واشنطن بوست»
بينما تواصل السعودية مسيرة تمكين المرأة في جميع المجالات، وعلى رأسها الرياضة، ظهرت أصوات غربية تحاول عبثا النيل من تلك المسيرة.
رغم التحولات الكبيرة التي تشهدها مسيرة تمكين المرأة في السعودية بكل المجالات وفق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص ظهرت أصوات غربية تحاول عبثا النيل من تلك السلسلة المتكاملة من الإصلاحات.
محاولات حملها مقال افتتاحي، نُشر قبل أيام في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يعترض على إقامة نهائيات اتحاد لاعبات التنس المحترفات في السعودية.
يأتي ذلك بسبب "حجج نمطية عفا عليها الزمن ووجهات نظر غربية حول ثقافة المجتمع السعودي"، كما قالت السفيرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان أصدرته أمس الثلاثاء للرد على المقال، دحضت ما فيه مزاعم حول واقع المرأة في المملكة لا تمت للحقيقة بصلة.
مزاعم المقال.. تسييس واضح
الأمر الغريب أن من كتب المقال هما الأمريكيتان كريس إيفرت ومارتينا نافراتيلوفا وهما من مشاهير التنس عبر التاريخ، وكان الأولى بهما الترحيب بالخطوة وتشجيعها والإشادة بها كخطوة سعودية مهمة جديدة في مسيرة تمكين المرأة، ونشر رياضة التنس في المملكة بشكل عام، بدلا من محاولة تسييس الرياضة تحت مزاعم وحجج عفا عليها الزمن.
ودعت اللاعبتان المعتزلتان، رابطة المحترفات في كرة التنس (دبليو تي إيه) إلى التراجع عن المحادثات حيال استضافة المملكة للبطولة الختامية.
وزعمتا أن "قيم اتحاد لاعبات التنس المحترفات تتعارض بشكل صارخ مع قيم المملكة التي لا ينظر فيها للمرأة باعتبارها على قدم المساواة مع الرجل(...) كما يوجد فيها قانون وصاية الذكور الذي يجعل المرأة ملكا للرجل". وانتقدتا تجريم المملكة للشذوذ.
رد السفيرة السعودية
وفي ردها على المقال، قالت السفيرة السعودية، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، إن المقال "آلمها بشدة"، واعتبرت أنه تجاهل التطورات الأخيرة للمرأة في المملكة.
وعبر حسابها بموقع "إكس" الذي تابعته "العين الإخبارية"، فنّدت الأميرة ريما بنت بندر، حجج اللاعبتين المعتزلتين، في نقاط بعينها:
- المقال يعترض على استضافة السعودية نهائيات اتحاد التنس النسائي بسبب حجج نمطية عفا عليها الزمن ووجهات نظر غربية حول ثقافة مجتمعنا.
- الفشل في الاعتراف بالتقدم الكبير الذي حققته المرأة في المملكة العربية السعودية يشوه رحلتنا الرائعة.
- نافراتيلوفا وإيفرت أدارتا ظهريهما لنفس النساء اللاتي قامتا بإلهامهن، وهذا أمر مخيب للآمال للغاية.
- من المفترض أن تكون الرياضة بمثابة هدف التعادل الذي يوفر الفرصة للجميع على أساس القدرة والتفاني والعمل الجاد.
- لا ينبغي استخدام الرياضة كسلاح لتعزيز التحيز الشخصي أو الأجندات أو معاقبة مجتمع حريص على احتضان التنس والمساعدة في الاحتفال بهذه الرياضة وتنميتها.
- الرياضة قوة قوية للنهوض بالمرأة، سواء في السعودية أو في جميع أنحاء العالم، وتمكن المرأة من قيادة التغيير الاجتماعي.
كما فندت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، ما ورد في المقال عن وضعية المرأة السعودية في الوقت الحالي، وقالت:
- ما يشار إليه غالباً بـ"الولاية" لم يعد يصف وضع المرأة السعودية اليوم. ولا تحتاج المرأة إلى موافقة ولي الأمر للسفر أو العمل أو أن تكون ربة الأسرة.
- المرأة السعودية مسؤولة عن مستقبلها الشخصي والمالي.
- تمتلك المرأة السعودية اليوم أكثر من 300 ألف شركة، وحوالي 25% من الشركات الصغيرة والمتوسطة الشركات الناشئة متوسطة الحجم، وهي تقريبًا نفس النسبة الموجودة في الولايات المتحدة.
- كل الأبواب مفتوحة أمام النساء، بما في ذلك القطاعات التي يهيمن عليها الذكور تقليديا، مثل الجيش، والدفاع المدني والوكالات الأمنية الأخرى و حتى إن هناك رائدات فضاء.
- المرأة في السعودية تتمتع الآن بأجور متساوية وهي خطوة ينبغي أن تكون عالمية، وتتقدم بوتيرة أسرع ربما من أي مكان آخر في العالم.
مكاسب غير مسبوقة
ما أغفله مقال واشنطن بوست، هو وضع المرأة الآن في السعودية وما تعيشه من مرحلة تمكين غير مسبوقة وما تحققه من مكاسب وإنجازات متتالية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
مرحلة تمكين غير مسبوقة
- تتوج قصة نجاح تمكنت خلالها القيادة السعودية من تحقيق معجزة طورت مختلف أوجه الحياة في المملكة خلال سنوات معدودة وقادتها إلى ما بات يوصف بـ"سعودية جديدة"
- كل ذلك بفضل إصلاحات تاريخية ورؤية تنموية طموحة رسمت ملامح مستقبل مشرق للمملكة، عبر خارطة طريق تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات تضمنتها "رؤية 2030"
- خلال سنوات قليلة أصبحت السعودية مركزاً عالمياً لأهم الأحداث الرياضية والثقافية والترفيهية، وقبلة لنجوم العالم في الرياضة، جنبا إلى جنب مع استضافتها قمماً سياسية إقليمية ودولية، تعيد تشكيل خارطة التحالفات بين المملكة والمنطقة بمختلف أقطاب العالم.
- باتت السعودية مركزاً عالميًا لأهم الأحداث الرياضية الكبرى بمختلف أنواعها، ووجهة لبطولات كبرى مثل رالي داكار، وفورمولا 1، وأكبر نزالات الملاكمة.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن اتحاد لاعبي التنس المحترفين، فوز مدينة جدة باستضافة نهائيات بطولة الجيل القادم لرابطة محترفي التنس لمدة خمسة أعوام مقبلة، بدءاً من عام 2023 وحتى 2027، حيث أقيمت أولى النهائيات في جدة نهاية العام الماضي.
وقع الاتفاقية عن الجانب السعودي، أريج مطبقاني، رئيسة مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتنس، والتي دخلت تاريخ الرياضة السعودية بصفتها أول امرأة ترأس اتحاداً أولمبياً ممارساً، بعد أن تمت تزكيتها لرئاسة اتحاد التنس في فبراير/شباط 2021.
وتسعى المملكة لإقامة نهائيات الجولة الختامية للاعبات التنس المحترفات على أرض السعودية.
وتشهد الرياضة النسائية في السعودية ازدهاراً، خصوصاً في الآونة الأخيرة حيث
- ازدادت مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية خلال الأعوام الخمسة الماضية بنسبة 150 في المائة، وذلك وفق إحصائيات وزارة الرياضة.
- تمر لعبة التنس في المملكة بمرحلة تحول كبيرة تماشياً مع أهداف رؤية السعودية 2030
- تعمل السعودية على رفع مستوى الوعي، وتعزيز الاهتمام بين الشباب السعودي المتحمسين للرياضة، وزيادة عدد الاستضافات في مختلف الألعاب والرياضات، لا سيما لعبة التنس، وأن تصبح المملكة مقرّاً لكبرى تلك الأحداث الدولية.
على صعيد كرة القدم، يقترب الدوري السعودي لكرة القدم من أن يكون من أقوى دوريات العالم، بعد أن استقطب نجوما عالميين في كرة القدم، من أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي انضم إلى النصر السعودي.
يأتي هذا كثمرة لنجاح مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يونيو/حزيران الماضي تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاع الرياضي.
مناصب جديدة
أيضا شهدت الفترة القليلة الماضية سلسلة قرارات وإجراءات على طريق تمكين المرأة وتعبيراً عن ثقة القيادة السعودية في قدراتها لتولي المزيد من المهام.
- نجحت المملكة مايو/أيار الماضي في إرسال أول رائدة فضاء عربية إلى محطة الفضاء الدولية.
- حققت المملكة إنجازاً علمياً عظيماً تمثل في إرسال رائدي الفضاء، ريانة برناوي وعلي القرني، إلى محطة الفضاء الدولية ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، لإجراء 11 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى
- في سبتمبر/ إيلول 2022، صدر أمر ملكي بتعيين الدكتورة هلا بنت مزيد بن محمد التويجري رئيسة لهيئة حقوق الإنسان بمرتبة وزير لتكون أول امرأة سعودية تتولى هذا المنصب.
يأتي ذلك ضمن قرارات متواصلة ساهمت في تمكين المرأة من شغل المناصب العليا في المؤسسات الحكومية والجامعات وغيرها، وشغل وظائف قيادية وإشرافية في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية، وارتفعت نسبة النساء في المناصب الإدارية العليا والمتوسطة من 28.6% في عام 2017 إلى 41.4% في الربع الأول من عام 2021م.
مكاسب تاريخية
وتتوالى مكاسب المرأة السعودية ضمن برنامج التمكين الذي جرى بشكل متدرج منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 2015..
- ففي العام الأول من حكمه، أجريت انتخابات بلدية شاركت فيها المرأة كناخبة ومرشحة لأول مرة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، مما توج بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
- كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
- في 14 فبراير/شباط 2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.
وترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين النساء في مختلف المجالات، تولت المرأة عددا من الوظائف كانت حكرا سابقا على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص
- أبرزها تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية لدى الولايات المتحدة في 23 فبراير/شباط 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
وفي محاولة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوفير بيئة آمنة للمرأة، أصدر العاهل السعودي في 2018، قانونًا لمكافحة التحرش، مما شجع النساء على المشاركة بشكل أوسع وفتح مجالات لم تكن مفتوحة من قبل.
وفي إطار الوظائف المهمة التي تقلدتها المرأة خلال الشهور القليلة الماضية
- نهاية يونيو/حزيران 2021 تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي
- بعدها بشهر شاركت المرأة ضمن قوى الأمن في تأمين الحجاج والمعتمرين للمرة الأولى.
- أغسطس/آب 2021 تعيين أول سيدتين مساعدتين للرئيس العام لشؤون الحرمين.
كما اتخذت المملكة عددا من التدابير الخاصة لتعجيل المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف المجالات
- أطلقت مبادرة "تمكين المرأة" و"المنصة الوطنية للقيادات النسائية السعودية" بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن
- برنامج "قرّة" لدعم خدمة ضيافة الأطفال للمرأة العاملة
- برنامج "وصول" لدعم نقل المرأة العاملة.