التلوث أخطر من الحرب في أفغانستان
في عام 2017، تسبب التلوث في وفاة 26 ألف شخص مقارنة بـ3483 مدنيا فقط قتلوا أثناء الحرب
هجر يوسف وعائلته منزلهم في شرق أفغانستان منذ 8 سنوات واتجهوا إلى كابول هربا من الحرب، لكنهم لم يتمكنوا من الهرب من الحزن؛ إذ فقد يوسف 5 من أبنائه في العاصمة الأفغانية والعنف لم يكن السبب بل "التلوث".
وقال يوسف، 60 عاما، إن أطفاله الخمسة الذين لم يتجاوزوا السابعة من أعمارهم، أصيبوا واحدا تلو الآخر بعدوى في الصدر ومشكلات صحية أخرى أودت بحياتهم بسبب التلوث في العاصمة كابول. وأضاف أنه لا يزال لديه 9 أطفال آخرين.
وهو ما يؤكده الأطباء في مستشفى أنديرا غاندي للأطفال في كابول؛ إذ يقولون إن أعداد المصابين بأمراض ذات صلة بالتلوث آخذة في التزايد.
ووفقا لتقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا، لا توجد أرقام رسمية حول عدد وفيات الأفغان بسبب الاضطرابات الصحية المرتبطة بالتلوث، لكن حسب مجموعة "أبحاث حالة الهواء العالمي"، وصل عدد الوفيات في أفغانستان بسبب التلوث إلى 26 ألف شخص في عام 2017، في الوقت الذي قتل فيه 3483 مدنيا خلال الحرب في أفغانستان، حسب الأمم المتحدة.
ويقول يوسف: "نعيش في مخيم مع مئات العائلات الأخرى. نحن فقراء جدا، ونعاني من كثير من المشكلات. يجمع أطفالي القمامة من الجوار ونستخدمها في الطهي والتسخين لإبقاء الأطفال مدفئين".
وزادت سنوات الحرب الطويلة في أفغانستان من الضرر البيئي، وبالنسبة للحكومة تعتبر المشكلات البيئية أقل أهمية مقارنة بالمشكلات الأمنية والاقتصادية.
وأصبحت كابول من أكثر المدن تلوثا حول العالم، وتحتل رأس قائمة عواصم العالم الأكثر تلوثا ما بين نيودلهي الهندية وبكين الصينية. ويغطي كابول التي تعد ملاذا لستة ملايين شخص، الضباب والدخان معظم الأيام. وفي بعض الأحيان تضطر تحرق العائلات أي شيء لديها من أجل التدفئة في الطقس البارد، ما يجعل الهواء داخل منازلهم أيضا ملوثا ومسمما، وتسبب تلوث المنازل وحده في وفاة 19400 شخص في عام 2017.
من جانبه، قال عزت الله صديقي، نائب مدير الوكالة الوطنية لحماية البيئة NEPA، إنه منذ 30 أو 40 عاما، كان أقصى طموح للناس أن يذهبوا إلى كابول لاستنشاق هوائها النقي، لكن بعد سنوات الحرب "فقدنا كل البنية التحتية الخاصة بالماء والكهرباء والمواصلات العامة والمناطق الخضراء"، على حد قوله.
وأطلقت إدارة البيئة في كابول برنامجا للسيطرة على السيارات القديمة التي تعد من أكبر مصادر التلوث في العاصمة. وقال مدير الإدارة محمد كاظم همايون إن مكافحة التلوث مهمة تماما مثل مكافحة الإرهاب.
كما أطلقت الحكومة حملة توعية بيئية تتضمن دعوة الناس إلى التوقف عن حرق القمامة من أجل التدفئة واستخدام الوقود بدلا من ذلك، في ظل تحذيرات من أن شتاء هذا العام ربما يكون أكثر بردا من المعتاد.
لكن هناك خطوات أخرى ينبغي على المسؤولين القيام بها مثل وضع خطة لوقف التطور والعمران غير المخطط الذي يؤدي إلى تحديات مؤسسة هائلة تسهم في التلوث البيئي، وتوفير مساحات خضراء أكبر.
aXA6IDE4LjE4OS4xODYuMjQ3IA== جزيرة ام اند امز