"التلوث الهائل وهدر الطعام".. أبرز مساوئ مهرجان كان
مطار "كان" سجل 1700 عملية لطائرات خاصة خلال شهر مايو/أيار 2018 بمعدل 54 رحلة في اليوم، مقابل ألف رحلة في الشهر السابق.
رغم أن مهرجان كان السينمائي يمتاز بفعالياته البرّاقة والباذخة فإن هناك جانبا مظلما له يتمثل في التلوث الناجم عن اليخوت والطائرات الخاصة التي تستخدم لنقل النجوم بضعة أمتار، وتستهلك كمية وقود كبيرة، وكذلك بقايا الطعام الهائلة، ففي عام 2015، خلّف المهرجان 1900 طن من النفايات الإضافية.
وعلى مدار 12 يوما، تبهر هذه المدينة العالم أجمع بفعالياتها السينمائية، لكن جمعية الدفاع عن البيئة والطبيعة (إيه دي آي إن) تندد بضريبة نجاح المهرجان ألا وهي "التلوث الهائل الذي يرافق الحدث".
وقال الناشط البيئي والمخرج الفرنسي سيريل ديون: "قد يكون هناك الكثير من العمل الذي يجب فعله خلال تنظيم مهرجان كان لجعله أكثر مراعاة للبيئة".
وأوضحت رئيسة الجمعية، جنفييف أوشي: "خلال المهرجان، يزيد عدد الأشخاص في المدينة 3 مرات، ويأتي المحترفون والفنانون في طائرات إلى مطاري كان ونيس، وتسير السيارات مسبوقة بدراجات نارية مطلقة صفارات الإنذار في كثير من الأحيان لإيصال الزوار إلى الفنادق وتجنب الزحامات المرورية، كما يضطر أصحاب اليخوت الضخمة في الخليج إلى إبقاء تشغيل المحركات طوال اليوم".
وقالت أوشي، التي نددت بـ"الاستهلاك المحموم"، إن السجادة الحمراء تغير 3 أو 4 مرات يوميا والكتيبات التي توزع على الرواد تطبع بكميات لا تعد ولا تحصى وأحيانا تطير وتسقط في البحر.
وأوضحت الجمعية أن الألعاب النارية التي تطلق من اليخوت تولد تلوثا بجسيمات دقيقة تتساقط في البحر وتتسبب في تلوث ضوئي يزعج الطيور البحرية.
ومن أكثر مسببات التلوث، الحركة المتواصلة للطائرات الخاصة التي تبدأ مع بداية المهرجان وتستمر طوال فصل الصيف وتثير غضب السكان الذين يقطنون قرب المطار.
وفي عام 2018 سجل مطار كان 1700 عملية (هبوط وإقلاع) لطائرات خاصة خلال شهر مايو/أيار بمعدل 54 رحلة في اليوم، مقابل 1000 رحلة في الشهر السابق وأكثر من 2000 رحلة في الصيف.
ووفق جمعية التصدي للأضرار الناجمة عن الضجيج، يمكن أن يتخطى مستوى الضجيج 80 ديسيبل بسبب الطائرات ذات المحركات الأكثر صخبا، في حين أن ضجيج أي نشاط في الهواء الطلق، باستثناء نشاطات الملاحة الجوية، هو أدنى من 50 ديسيبل.
وقال رئيس هذه الجمعية ألبير دوفان: "النجوم يعودون بنفع كبير على المدينة، لكن مع طائراتهم التي تصدر أصواتا مزعجة، لا نستطيع إبقاء النوافذ مفتوحة خلال هذه الفترة".
وقال رئيس بلدية مدينة كان دافيد ليسنار: "لا أعتقد أن هناك الكثير من الهدر خلال المهرجان"، وذكر ليسنار الذي أطلق حملة ضد التصرفات غير اللائقة أن السجادة الحمراء مصنوعة من مواد يعاد تدويرها ومياه البحر تنقّى بعد كل عملية إطلاق للألعاب النارية.
وأضاف: "هناك نجوم كثر يدّعون أنهم مدافعون عن البيئة، لكن بعض الوقائع تشي بنقيض ذلك"، رافضا أي تساهل حيال الشخصيات المعروفة.
فحتى إذا أقدم الممثل ليوناردو دي كابريو المعروف بأنه نصير للبيئة على إفراغ خزانات يخته في خليج كان، سيحرر محضر في حقه، شأنه شأن الآخرين.