مكسيكيون بعد أسوأ زلزال في قرن: خسرنا كل ما نملك
لقطات من زلزال المكسيك على لسان السكان المحليين تنقلها صحيفة بريطانية.
عندما تعرضت المكسيك لأسوأ زلزال خلال قرن، الخميس، كان خوان كارلوس سانشيز وزوجته لديهما وقت فقط لحشد أبنائهما خارج الغرفة التي تهتز بشدة قبل انهيار الجدران من حولهم.
في اليوم التالي، لم يتمكنوا حتى من التوقف لالتقاط ممتلكاتهم المحطمة من أسفل الأنقاض، وذلك فيما كان منزلهم الموجود على الشاطئ يهتز تحت أقدامهم كل نصف ساعة بفعل الهزات الارتدادية، ومع وجود تهديد بوقوع زلزال ثان في قوة الأول نفسه، كان يجب عليهم البحث عن ملجأ إلى جانب 400 ألف آخرين من السكان الساحليين في ولاية تشياباس.

بينما يقف بجانب الحائط المدمر الذي كان قد بناه منذ 6 أشهر، قال سانشيز، لصحيفة "تليجراف" البريطانية: "كان أسوأ من انفجار قنبلة، نحن فقراء، وكل شيء نملكه قد سحق، يمكننا فقط أن نشكر الله أن أبناءنا بخير، لكن الآن ليس لدينا مكان نذهب إليه".
سانشيز وعائلته يعيشون في كابيزا دي تورو، وهي مستوطنة شاطئية تبعد أقل من ألف كيلومتر عن مركز الزلزال الذي بلغت قوته 8.1 درجة.

عندما بزغت الشمس فوق المحيط الهادئ، صباح الجمعة، كان ينتظر السكان مشاهد من الدمار في الشوارع، لكن سرعان ما أدركوا أن مدينتهم لم تعد مكانًا آمنًا له، سواء من خلال الهزات الارتدادية التي تقع كل نصف ساعة أو البيانات التي أصدرتها الحكومة، فما كان على السكان البالغ عددهم 50 ألفًا سوى التحرك من مكانهم.
تحرك السكان الساحليون 20 ميلًا داخل البلاد إلى منطقة تونالا الآمنة نسبيًا؛ حيث استخدموا أي وسيلة ممكنة لإبعادهم عن البحر، وبمجرد وصولهم إلى المنطقة الآمنة، لم يجد لاجئو الزلزال أي مكان يذهبون إليه، ولم يكن أمامهم سوى قضاء ليال الصيف في ساحة وسط المدينة التي انتقلوا إليها حديثًا.
وقالت مارتا سانشيز، التي هربت مع أبنائها الـ4 قبل سطوع الشمس فوق منزلها المدمر: "كان الأمر مرعبًا، اعتقدت أنها نهاية العالم. وقفنا في الخارج محتضنين بعضنا البعض، ندعو أن يتوقف الاهتزاز".

وأضافت "هناك زلزال دائم في هذا الجزء من المكسيك، لكنني لم أشعر بشيء مماثل من قبل، لن نعود حتى نتأكد أن الخطر زال، لن أخاطر بحياة عائلتي من أجل منزل مدمر".
وقال خوسيه جوادلوب، أحد ضباط الحماية المدنية: "هذا ليس خطأ أحد، لكن لا توجد بنية أساسية هنا يمكنها التعامل مع هذا النوع من الكوارث الطبيعية".
جدير بالذكر، أن آخر إحصائية بضحايا الزلزال بلغت 51 قتيلًا على الأقل وآلاف المصابين.