باحثون لـ"العين الإخبارية": لقاء "الأخوة الإنسانية" يتوج جهود الإمارات
"العين الإخبارية" تلتقي عدداً من الباحثين والكتاب لقراءة دلالات زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات ولقاء الأخوة الإنسانية
على أرض الإمارات وفي عام التسامح تشهد العاصمة أبوظبي في الـ4 من فبراير لقاء استثنائيا، يجمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، لقاء وصفه الكثيرون بالتاريخي، لما يعكسه من تأكيد على وحدة العالم الإسلامي والمسيحي في بوتقة الإنسانية، ليشاهد العالم أجمع تتويج هذه الوحدة في لقاء الأخوة الإنسانية على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.
"العين الإخبارية" وفي متابعتها لأصداء الزيارة التاريخية ولقاء الأخوة الإنسانية التقت عدداً من الباحثين والكتاب لقراءة دلالات هذين الحدثين البارزين.
سعود الريس: لقاء الأخوة الإنسانية يؤكد أن الإمارات جسر لتواصل الشعوب
حسب رأي سعود الريّس، رئيس تحرير صحيفة الحياة في السعودية والخليج، فإن اختيار قداسة البابا فرنسيس دولة الإمارات لإقامة أول قداس تشهده منطقة الخليج، يؤكد ويعزز أصالة قيم التسامح في دولة الإمارات، مضيفاً أنه "لا شك أن لقاء الأخوة الإنسانية الذي سيجمع بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر في أبوظبي حدث تاريخي، يؤكد أن دولة الإمارات جسر للتواصل والتلاقي بين شعوب العالم وثقافاته، وتمتلك بيئة منفتحة قائمة على الاحترام ونبذ التطرف وتقبل الآخر، وهو نهج تبنته الدولة منذ تأسيسها، ما جعلها قبلة للعديد من الثقافات والحضارات التي وجدت على أرضها البيئة المناسبة فتعايشت وحققت الازدهار والنمو والريادة في مجالات مختلفة".
وقال الريس إن احتضان الإمارات هذا الحدث المتفرد في منطقة الخليج يتوج جهوداً إقليمية وعالمية طويلة بعد احتدام الصراع بين الحضارات والأديان والثقافات، ما جعل الأمم المتحدة تتبنى مشروع حوار الأديان والحضارات الذي أطلقته المملكة العربية السعودية قبل أعوام عدة، وتجسده اليوم الإمارات، بما تملكه من إرث وتاريخ وتجربة مميزة في تعايش الثقافات والأديان والحضارات المختلفة.
وختم الريس حديثه لـ"العين الإخبارية" بأن الإمارات هي أكثر الدول ِجاهزية في المنطقة لاستقبال حدث تاريخي كزيارة البابا ولقاء الأخوة الإنساني، ما يؤكد، وفق قوله، رقي الدولة وتحضرها وجعلها في مقدمة البلدان التي رسخت قيم التسامح والتعايش والأمن والاستقرار والمحبة والسلام.
أحمد ثاني الهاملي: زيارة البابا تؤكد مكانة الإمارات إقليميا ودوليا
في حديثه لـ"العين الإخبارية" اعتبر الدكتور أحمد الهاملي، رئيس مركز ترندز للبحوث والدراسات، إن اختيار البابا فرنسيس الإمارات لإجراء أول قداس فيها وفي منطقة لها العديد من الأبعاد السياسية والدينية، فمن جهة هو أول بلد خليجي يزوره البابا تثميناً للسياسات المعتدلة والمتسامحة التي تنهجها الإمارات عبر كل المراحل التاريخية، كما يمكن اعتبار الزيارة أيضاً اعترافاً واضحاً بأهمية ووزن الدولة إقليمياً ودولياً في حل الأزمات الإقليمية، خاصة أن المنطقة العربية أصبحت تعيش عموماً على إيقاع الفوضى والتوترات المفتعلة، ولذلك تحمل زيارة البابا بعداً دينياً يركز على التقارب بين الأديان.
وتابع الهاملي "إن من أهداف زيارة البابا التقارب والحوار بين الأديان، ولا يمكن كذلك إنكار دور الإمارات في الانفتاح على كل الأديان والمذاهب والمعتقدات، وإعمال مقولة الدين لله والوطن للجميع، مشيراً إلى أن احتضانها العديد من المؤتمرات العالمية يسهم في ترسيخ فضيلة الحوار والاحترام بين الأديان".
وأكمل الهاملي "كما أن إنشاء مؤسسات حكومية وغير حكومية يعمل على جعل الإمارات أرض الحوار بين الأديان، كمؤسسة منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وهيئة الحكماء المسلمين، وكل ذلك يسهم في تعزيز جهود الدولة والمجتمع المدني في إنفاذ رؤيتها".
رفيعة غباش: لقاء الأخوة الإنسانية دلالة على سمعة الإمارات العالمية
الدكتورة رفيعة غباش ترى أن لقاء الأخوة الإنسانية بين بابا الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب في دولة الإمارات تأكيد على دورها التاريخي، وقالت "منذ الأزل تتجاور المساجد والكنائس في بلادنا، ولم نشعر يوماً بأي حساسية تجاه ذلك، فالمبدأ الذي نشأنا عليه "لكم دينكم ولي ديني"، وقيمة الدين الإسلامي أنه جعل من الإيمان بالأديان الأخرى أساساً له.
وأضافت غباش لـ"العين الإخبارية" أن الإمارات منذ فترة ما قبل الاتحاد وبعد الاتحاد هي أرض كل الناس دون تمييز، مستشهدة بقصيدة من عام ١٩٤٧ تغنى فيها شاعر يُدعى "العقيلي" بالإمارات، ويقول فيها: "آه وآه من هو أضحى بها مقيماً في نعيم".
وتابعت غباش "لطالما احتضنت الإمارات جميع الناس بمحبة ودون تفرقة، ولم يطرح السؤال الديني أبداً، فنحن الحمد الله كنا ولا نزال أنقياء السريرة، ولا أتذكر في طفولتي أن شخصاً ما حدثني عن أن فلاناً ينتمي إلى هذا الدين أو إلى تلك الملة، لا أهلي ولا جيراني ولا حتى في المدرسة"، وهكذا فإن زيارة البابا دلالة على سمعة الإمارات العالمية في التسامح والتعايش".
محمد الحمادي: الزيارة التاريخية تعكس ثقة أصحاب الديانات بالإمارات
"زيارة البابا" حدث يهم كل من يعيش على أرض الإمارات وفي المنطقة بأسرها، حسب ما يقول محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الرؤية، مضيفاً "وجود البابا هو رسالة مباشرة للجميع بأن دولة الإمارات قادرة على أن تستوعب كل الأديان وكل الأفكار وكل الثقافات، دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الأصل أو العرق، لذلك أعتقد أن وجود البابا خطوة مهمة جداً للعالم العربي الإسلامي بشكل عام".
وقال الحمادي لـ"العين الإخبارية" إن العرب والمسلمين في حاجة إلى إيصال صوتهم إلى الآخر، معتبرا أن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات يمكن استثمارها على الأصعدة السياسية والاجتماعية والفكرية بما يصب في جهود التقارب بين الأديان والشعوب حول العالم، وتابع "لا شك أن هذه الزيارة التاريخية التي تتوج بلقاء الأخوة الإنساني تأكيد جديد على ثقة كل أصحاب الديانات بدولة الإمارات".
عبدالله عبدالرحمن: "لقاء الأخوة" تتويج لدور الإمارات في إثراء منظومة القيم العالمية
"الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هي شعلة أولى لعام كرسته قيادتنا الرشيدة ليجلو مظهراً لأحد المقومات الرئيسية لنموذج المجتمع الإماراتي الفريد ألا وهو التسامح"، هكذا وصف الباحث عبدالله عبدالرحمن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتابع قائلاً "إنّ إدراك الإمارات العميق لأهمية الحوار القائم على المعايشة والتعايش واحترام الاختلاف يجعل من استضافة قداسة البابا غير مستغرب، بل خطوة في استراتيجية طويلة المدى لتحقيق نموذج التقارب البشري الأسمى".
ولفت عبدالرحمن إلى أن لقاء الأخوة الإنسانية الذي يجمع البابا فرنسيس وشيخ الأزهر في العاصمة أبوظبي يتوج الدور القيادي الذي تضطلع به دولة الإمارات في إثراء المنظومة القيمية العالمية نحو مزيد من ثقافة التقبل والتعايش السلمي بين كافة الطوائف والأديان والتعايش.