زيارة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر التاريخية للإمارات.. اهتمام عالمي بلقاء الأخوة الإنسانية
زيارة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر المرتقبة للإمارات خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير المقبل تحظى بتغطية إعلامية عالمية.
خطفت زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين لدولة الإمارات العربية المتحدة، المرتقبة خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير/شباط المقبل، الأنظار بقوة من كبرى وسائل الإعلام العالمية التي اعتبرت الحدث مناسبة تاريخية من أجل ترسيخ الحوار بين الأديان ونشر التسامح والاعتدال في العالم.
- بابا الفاتيكان: نأمل في نجاح الهدنة باليمن
- بالصور والفيديو.. شيخ الأزهر يلتقي بابا الفاتيكان والرئيس ماتاريلا خلال زيارته إيطاليا
وركزت تقارير الصحف العالمية في تناولها لتلك الزيارة على الدور البارز لدولة الإمارات في مجال التسامح ونشر قيم التعايش السلمي والمحبة.
الحوار المسيحي- الإسلامي
منذ اليوم الأول للإعلان عن الزيارة التاريخية تصدر الحدث عناوين كبرى الصحف العالمية ومقدمة نشرات أهم القنوات التلفزيونية التي سلطت الضوء على أبعاده الدينية والسياسية ودوره في تعزيز حوار الأديان في المنطقة والعالم.
وأكدت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات ستشكل دافعا حقيقيا للحوار المسيحي- الإسلامي، مشيرة إلى أن الزيارة تظهر الأهمية التي يوليها البابا فرنسيس للحوار بين الأديان والعمل للحفاظ على السلام وبنائه بين أمم العالم.
بدورها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات التي تأتي بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تمثل حدثا بارزا بالنظر إلى رسالة البابا الرامية إلى تعزيز العلاقات بين المسيحية والإسلام.
ولفتت الصحيفة إلى أهمية اللقاءات التي سيجريها قداسته مع كبار علماء الدين الإسلامي، وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، منوهة بالتنوع الثقافي والتسامح الديني اللذين تتمتع بهما دولة الإمارات.
لقاء الأخوة الإنسانية
من جهتها، سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على دلالات الزيارة التي يشارك فيها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في اجتماع "لقاء الأخوة الإنسانية" الذي تستضيفه أبوظبي بحضور رجال وعلماء دين من مختلف الديانات والطوائف.
وأبرزت الصحيفة التصريحات المرحبة بزيارة البابا من قبل القادة والمسؤولين الإماراتيين، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى القداس الديني الذي سيترأسه البابا فرنسيس في مدينة زايد الرياضية بأبوظبي، ويتوقع أن يحضره أكثر من 135 ألف شخص في واحد من أكبر التجمعات التي تشهدها الإمارات.
الإمارات.. مركز عالمي للوسطية
بدورها اعتبرت وكالة "رويترز" العالمية أن الزيارة تظهر الأهمية الأساسية التي يعطيها البابا فرنسيس للحوار بين الأديان، موضحة أن اختياره الإمارات لزيارتها يحمل رمزية كبيرة، نظرا لما تمثله من مركز عالمي للوسطية والاعتدال.
وأشارت قناة "فرانس 24" إلى دور الزيارة في نشر السلام في المنطقة وتعزيز قيم الحوار والتعايش السلمي بين جميع مكوناتها.
من جهته، نقل موقع السجل الكاثوليكي الوطني عن المطران بول هيندر نقيب الأساقفة في شبه الجزيرة العربية إعرابه عن امتنانه لحكومة دولة الإمارات لدعوتها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في هذه الزيارة التاريخية التي تمنى أن تشكل خطوة مهمة في الحوار بين المسلمين والمسيحيين، والمساهمة في تعزيز التفاهم المتبادل وصنع السلام في الشرق الأوسط.
ولفت إلى عمق العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والفاتيكان التي تعود إلى عام 2007، حيث شهد الصرح الرسولي زيارات متعددة لمسؤولين من دولة الإمارات، في مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في عام 2016، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في يونيو/حزيران عام 2018.
وتكتسب الزيارة المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لدولة الإمارات أهمية خاصة في ظل احتفالها بـ2019 عاما للتسامح، بعد الاحتفاء بعام زايد في 2018 وعام العطاء في 2017.
وتمتلك دولة الإمارات تاريخا عريقا في التعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية، فقد تأسست أول كنيسة كاثوليكية في الدولة في أبوظبي عام 1965، كما وجد علماء الآثار بقايا كنيسة ودير على جزيرة صير بني ياس يرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي.
وتوجد في دولة الإمارات حاليا 76 كنيسة ودار عبادة للديانات والعقائد المختلفة، بعضها تبرعت لها الدولة بأراض لإقامتها، وتأسست أول جمعية مسيحية بدولة الإمارات في عام 1968، وفي يونيو/حزيران من عام 2017، أعادت أبوظبي تسمية أحد أشهر مساجدها ليكون مسجد "مريم أم عيسى".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA=
جزيرة ام اند امز