البابا فرنسيس يختار الراحة الأخيرة في سانتا ماريا ماجوري: وداعٌ في حضن العذراء

في لحظة رمزية، تستعد كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، إحدى أعرق الكنائس في العاصمة الإيطالية روما، لاحتضان مراسم دفن البابا فرنسيس تنفيذًا لوصيته.
تأسست كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري عام 432 ميلاديًا بناءً على رغبة البابا سيكستوس الثالث، وتُعدّ اليوم من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في روما، وتقع على هضبة إسكويلينا الشهيرة.
وقد دُفن فيها حتى الآن سبعة باباوات، كان آخرهم كليمنت التاسع في القرن السابع عشر، إلى جانب شخصيات بارزة مثل المعماري والنحات الشهير جيوفاني لورنزو برنيني، مصمم أعمدة ساحة القديس بطرس.
وصية محمّلة بالإيمان والعاطفة
في وصيته التي أعلنها الفاتيكان، عبّر البابا فرنسيس عن رغبته الصريحة بأن يُدفن في هذه الكنيسة تحديدًا، قائلاً: "لقد أوكلت دائمًا حياتي وخدمتي الكهنوتية والأسقفية إلى أم ربنا، مريم الكلية القداسة. ولذلك، أطلب أن ترقد رفاتي، بانتظار يوم القيامة، في البازيليك البابوية للقديسة مريم الكبرى".
وأضاف أنه كان يزور الكنيسة عند انطلاق كل زيارة رسولية وفي ختامها، لتسليم نواياه إلى السيدة العذراء، ما جعل هذا المكان بمثابة ملجأ روحي خاص له طوال سنوات خدمته.
الاستعدادات قائمة.. والزوار يتقاطرون
تشهد الكاتدرائية حاليًا أعمال تجهيز مكثفة استعدادًا لمراسم الدفن، فيما وُضعت ألواح خشبية في المنطقة المخصصة لمرقد البابا. أحد الحراس أوضح أن التحضيرات لا تزال جارية، مؤكدًا أن المكان سيجهّز بما يليق بشخصية البابا وإرثه.
من جهته، قال سائح إنجليزي يُدعى إيريكس: "كنا في عطلة وقررنا زيارة الكاتدرائية بعد سماعنا عن اختيار البابا فرنسيس أن يُدفن هنا." أما كريستين، وهي زائرة من بلجيكا، فقالت: "أنا هنا في عطلة... ولا أنتمي إلى ديانة، لكنني شعرت أن هذا المكان له طاقة خاصة".
في المقابل، فضّل بعض الزوار الصمت، منهم شاب متدين اكتفى بالدعاء للبابا، رافضًا التحدث عن مشاعره، في مشهد يجمع بين الحزن والتأمل.
إرث من الإيمان والتواضع
اختيار سانتا ماريا ماجوري لا يحمل فقط دلالة جغرافية، بل يكشف عن عمق العلاقة الروحية التي ربطت البابا فرنسيس بالعذراء مريم، والتي كانت حاضرة في كل مفاصل حياته. وبينما يودّع العالم أول بابا أرجنتيني في التاريخ، يستقر جثمانه في المكان الذي اعتبره دومًا ملاذًا وسندًا.
aXA6IDMuMTQ3Ljc2Ljg2IA== جزيرة ام اند امز