«أوقفوا الحرب».. بابا الفاتيكان يندد بإجبار الفلسطينيين على «النزوح بالقوة» في غزة

ندد بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، الأربعاء، بالظروف "غير المقبولة" التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، وعبر عن تضامنه مع المدنيين وجدد مناشدته لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
وخلال مقابلته العامة الأسبوعية في الفاتيكان، قال البابا ليو الرابع عشر: "أعبر عن قربي الشديد من الشعب الفلسطيني في غزة، الذي لا يزال يعيش في الخوف ويكافح للبقاء في ظروف غير مقبولة، ويُجبَر بالقوة على النزوح – مرة أخرى – عن أرضه".
وشنت إسرائيل هجوما بريا كبيرا على مدينة غزة أمس الثلاثاء، مما أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من منازلهم وسط ما وصفه السكان بأنه أعنف قصف خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
ودعا البابا مجددا لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة والتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع عبر التفاوض. وقال "أدعو الجميع إلى الاتحاد معي بالصلاة، لكي يشرق سريعا فجر سلام وعدالة".
وكثف البابا ليو الرابع عشر، وهو أول بابا أمريكي وتم انتخابه في مايو/أيار، دعواته لوقف الحرب في غزة في الأسابيع القليلة الماضية.
والتقى في وقت سابق من هذا الشهر بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في الفاتيكان. وفي بيان مطول على غير العادة بعد اجتماعهما، قال الفاتيكان إن البابا ليو الرابع عشر عبر عن أسفه الشديد "للوضع المأساوي في غزة" خلال لقائه مع هرتسوغ.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عمليته المكثفة في مدينة غزة، غداة إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو دعما كاملا لتل أبيب لتحقيق أهدافها في قطاع غزة.
وتتزامن هذه العملية مع اتهام لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكان الجيش كثّف القصف على مدينة غزة في الأسابيع الأخيرة، ودمّر عددا من المباني المتعددة الطبقات بذريعة أن حماس تستخدمها لغايات عسكرية، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وكان تكثيف الهجوم الإسرائيلي أثار مخاوف على مصير المحتجزين الإسرائيليين في القطاع. وأكد منتدى عائلات الرهائن في بيان أنهم "يشعرون بالرعب" على أقاربهم، معتبرين أن نتنياهو "يبذل قصارى جهده لضمان عدم التوصل إلى اتفاق ومنع عودتهم".
واضطرت غالبية سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، إلى النزوح مرة واحدة على الأقل، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع المحاصر.
كما تسببت الحرب بأزمة إنسانية كارثية وصلت حد إعلان الأمم المتحدة في أغسطس/آب الماضي، المجاعة في غزة.
وخلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، في تقرير لها الثلاثاء، إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" هدفها "القضاء على الفلسطينيين".