البابا فرنسيس يظهر بالكرسي المتحرك في أحد الشعانين ويحث على إنهاء الصراعات

ظهر البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس، للمشاركة في قداس أحد الشعانين، رغم معاناته الصحية الأخيرة.
وتنقل البابا البالغ من العمر 88 عامًا على كرسي متحرك، مبتسمًا ويحمل باقة من الزهور، في لحظة إنسانية استقبلها أكثر من 30 ألف شخص بحفاوة بالغة.
وعلى الرغم من أن علامات التعب لا تزال بادية على ملامحه، فإن ظهوره عكس تحسنًا نسبيًا في حالته الصحية، بعد أسابيع من النقاهة إثر إصابته بالتهاب رئوي مزدوج.
رافق البابا عدد من الحراس الشخصيين الذين دفعوا كرسيه وسط الجموع، بينما كان يلوّح بيده للمصلين الذين مدّوا أيديهم نحوه حاملين صلواتهم ورموزهم الدينية.
ولم ينس البابا في كلمته اليوم من يعانون في صراعات حول العالم وقال عن الحرب في السودان "صراخ آلام الأطفال والنساء والضعفاء يعلو إلى السماء ويتوسل إلينا لكي نتصرف. أجدد ندائي إلى الأطراف المعنية لكي يوقفوا العنف ويستأنفوا مسارات حوار، وأدعو المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات الأساسية للشعوب".
وعن الصراعات الأخرى في الشرق الأوسط والعالم قال البابا “لنتذكر أيضا لبنان، الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية لخمسين سنة خلت، لكي يتمكن، بمعونة الله، من أن يعيش في سلام وازدهار. ولتحل أخيرا نعمة السلام في أوكرانيا المعذبة وفلسطين وإسرائيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار وجنوب السودان ولتنل لنا مريم العذراء الأم الحزينة هذه النعمة ولتساعدنا على عيش أسبوع الآلام بإيمان".
وفي لقطة لافتة، قدّم البابا قطعتين من الحلوى لطفلين صغيرين، ثم أنهى ظهوره بكلمات مقتضبة قال فيها: "أحد شعانين سعيد، وأسبوع آلام مبارك".
ويأتي هذا الظهور في وقت بالغ الحساسية، إذ أثار تدهور الحالة الصحية للبابا في الفترة الأخيرة قلقًا واسعًا، خاصة بعد أن خضع لفحوص شاملة في مستشفى "جيميلي" بالعاصمة روما، بسبب صعوبة في التنفس وآلام صدرية، ما دفع البعض للتشكيك في قدرته على مواصلة مهامه البابوية والدبلوماسية في ظل تقدمه في العمر.
لكن ظهوره المفاجئ في ساحة القديس بطرس، وزيارته الأسبوع الماضي للملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، أعادا شيئًا من الطمأنينة لأتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم.
من جانبها، أعلنت دوائر الفاتيكان أن صحة البابا في تحسن تدريجي، وأن صوته وحركته يشهدان تحسنًا ملموسًا، ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام احتمالية مشاركته في طقوس عيد الفصح، التي تُعد ذروة الاحتفالات الكاثوليكية في العام.