"المعارك لا تثمر".. تفاصيل رسالة البابا تواضروس لإثيوبيا
وجه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة لإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة.
جاء ذلك خلال عظته بقداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، السبت، وفقا لوسائل إعلام مصرية.
وقال البابا تواضروس الثاني: "إننا نصلي من أجل أزمة سد النهضة، ونتمنى حلًا يرضي الجميع.. إثيوبيا دولة شقيقة في قارتنا الأفريقية، ولذلك ندعو إثيوبيا حكومة وشعبًا إلى المشاركة والتعاون والتنمية، لكي نعمل جميعًا ونحن أشقاء في النهر الخالد من أجل الشعوب جميعها".
وأضاف البابا تواضروس قائلا: "ونصلي أن يُنجح الله الجهود الطيبة والدبلوماسية حتى لا نلجأ لأي جهود أخرى، فالماء عطية إلهية يعطيها الله للشعوب منذ آلاف السنين، ونهر النيل الذي تعيش على ضفافه دول منذ فجر التاريخ، ولذلك ندعو الجميع للبعد عن التعنت واللجوء للحل التوافقي الذي يضمن التنمية لكل الشعوب، ونحن نتمنى أن نعيش في حالة من السلام والنمو".
وأكد أن المعارك لا تأتي بثمر قائلا: "الحياة تعلمنا أن المعارك لا تأتي بثمر وفي كل قداس نصلي من أجل نهر النيل واثقين بأن يد الله ستعمل في تلك الأزمة".
وفي وقت سابق دعا وزير الدولة بوزارة الخارجية الإثيوبية، المجتمع الدولي لتفهم أن بلاده "بددت جميع مخاوف السودان المتعلقة بشأن سد النهضة".
وقال إنه في الوقت الذي قامت بلاده بتبديد مخاوف السودان من عملية الملء الثاني لسد النهضة وسلامته "لا تزال مصر تستمر في طرح مطالباتها غير العقلانية بحماية معاهدات الحقبة الاستعمارية وعرقلة المفاوضات بسبب هذه المطالبات التي لا يمكن أن تقبلها إثيوبيا".
والملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق ملزم يعد أكثر نقاط الخلاف حساسية بين إثيوبيا من جهة وكل من مصر والسودان من جهة أخرى.
وتتبادل القاهرة وأديس أبابا الاتهامات حول مسؤولية فشل المفاوضات؛ حيث فشلت مفاوضات مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في جولتها الأخيرة المنعقدة في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية مطلع أبريل/نيسان الماضي، في التوصل لاتفاق ملزم حول السد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثيراته السلبية المحتملة.
في المقابل، تنفي أديس أبابا أن يكون لعملية الملء الثاني أي أضرار محتملة على دولتي المصب، وتؤكد أنها تحمي السودان من مخاطر الفيضان.
وفي السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي السبت، إن الجانب الإثيوبي يعمل على شراء الوقت بتعنته في المفاوضات وفرض سياسة الأمر الواقع".
جاء ذلك خلال مباحثات ثنائية مع وزير الخارجية الأوغندي سام كوتيسا، في العاصمة كمبالا التي وصلتها ضمن جولة إفريقية بشأن ملف سد النهضة.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز