صدى تفجيرات حزب الله يرتد في العراق.. «الحشد الشعبي» يتخلص من «بيجر»
تحولات متسارعة في المنطقة تصاعدت معها المخاوف في أوساط الفصائل الموالية لإيران، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي طالت حزب الله في لبنان.
هذه المخاوف دفعت الحشد الشعبي العراقي، بحسب مصادر لـ«العين الإخبارية» إلى اتخاذ إجراءات وقائية أبرزها سحب أجهزة «بيجر» من عناصره، في خطوة تهدف إلى حماية اتصالاتهم وتجنب التعرض لمصير مشابه لحزب الله في لبنان الذي انفجرت تلك الأجهزة بتابعيه.
- تفجيرات «بيجر وآيكوم».. «العين الإخبارية» تجيب على الأسئلة المفخخة
- الـ«بيجر» المتفجرة تبوح بأسرارها.. هذا ما كشفته المعطيات الأولية
ويعكس هذا الإجراء حالة من القلق والترقب تسود صفوفهم خشية أن يكونوا الهدف التالي لأي عملية استهداف، في خطوة تعكس عمق الترابط بين الفصائل الموالية لإيران وتأثرها بالأحداث الإقليمية.
كتاب «سري»
وأصدر رئيس هيئة الأركان العسكرية في الحشد الشعبي بالعراق، عبد العزيز المحمداوي المعروف بـ«أبو فدك»، مساء الأربعاء، كتاباً سرياً لجميع المديريات التابعة للهيئة بضرورة تسليم جميع أجهزة "بيجر" إلى مديرية الأمن والاستخبارات في الحشد وعدم استخدامها بدءاً من يوم الخميس.
هذا ما كشف عنه مصدر مقرب في رئاسة أركان الحشد الشعبي لـ«العين الإخبارية»، مبيناً أن «اجتماعاً عقد، مساء الأربعاء، في مقر رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وبحضور قادة الحشد وتوصلوا إلى قرار بسحب جميع أجهزة بيجر الموجودة لدى عناصر الحشد خوفاً من مواجهة المصير الذي تعرض له حزب الله يومي الثلاثاء والأربعاء".
ولقي عدد من اللبنانيين بينهم عناصر في حزب الله مصرعهم فيما أصيب الآلاف بجروح جراء اختراق أجهزة بيجر والأجهزة اللاسلكية وتفجيرها عن بعد من قبل إسرائيل، التي لم تتبن بشكل رسمي تلك الهجمات التي كشفت عن هشاشة المنظومة الأمنية والاستخباراتية والاتصالات لدى قيادة الحزب.
وقال المصدر إن "أبو فدك أوكل مهمة استلام جميع أجهزة بيجر المستخدمة من قبل عناصر الحشد الشعبي إلى علي الزيدي مدير الأمن والانضباط في هيئة الحشد الشعبي، على أن تبدأ عملية تسليم كل تلك الأجهزة وسحبها، الخميس".
ويرى مراقبون أن ما ذهبت إليه قيادة الحشد الشعبي العسكرية جاء بسبب مخاوف من قيام إسرائيل بتنفيذ السيناريو ذاته ضد الفصائل العراقية المسلحة على ما غرار ما حدث ضد حزب الله اللبناني.
الخطر قادم
وقال حميد البيضاني، عضو مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية في العراق لـ"العين الإخبارية"، إن "استهداف الفصائل العراقية أمر ليس مستبعداً"، لافتاً إلى أن "الأيام المقبلة تنبه بخطر كبير وهو بدء الحرب السيبرانية والتكنولوجية بأوسع أبوابها".
ونبه البيضاني إلى أن "الفصائل العراقية هي جزء من المحور الذي تقوده إيران ويضم حزب الله اللبناني وبالتالي تصفية قادتها واستهدافهم ليس مستبعداً، خصوصاً وأن الفصائل مشتركة في الضربات بالطائرات المسيرة على إسرائيل".
ويرى البيضاني أنه "وفق المعلومات الجديدة عن الهجمات في لبنان فإن انفجار أجهزة بيجر هو نتيجة اختراق ثغرات عبر فيروسات، على الرغم من أن المعلومات التي جرى تداولها في البداية أشارت إلى تفخيخ الأجهزة قبل إرسال الشحنة إلى لبنان، وتحديداً حزب الله".
ويعتقد المحلل السياسي العراقي إلى أن "النظرية الأكثر قرباً إلى الواقع وفق ما يرى المختصون، أن ما حدث هو اختراق، وهذا الأسلوب الذي اتبعه النظام الإسرائيلي ضد حزب الله، يمكن تكراره في المستقبل مع المقاومة داخل العراق".
تحذيرات ومخاوف
من جانبه، دعا النائب عن الإطار التنسيقي وممثل محافظة البصرة (جنوب العراق) في البرلمان مصطفى سند، الأربعاء، وزارة الداخلية للتريث بتوقيع عقد شركة (تاليس) الفرنسية للدفاع والأمني "لمساهمتها بالعمل مع إسرائيل".
وكتب النائب سند في حسابه الرسمي على "فيسبوك"، أنه "وفي ظل أحداث لبنان وخطورة الاختراق السيبراني من قبل (إسرائيل)، ندعو وزارة الداخلية للتريث بتوقيع العقد مع شركة (تاليس) لوجود تقرير لجهاز المخابرات يشير لمساهمة الشركة بتصنيع قطع دقيقة تساهم بالطائرات والأسلحة التابعة للنظام الإسرائيلي".
ونشر النائب العراقي نسخة من تقرير جهاز المخابرات العراقي بشأن الشركة الفرنسية.
وكانت عدة مناطق في لبنان، قد شهدت، الأربعاء، موجة ثانية من تفجير أجهزة الاتصالات في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى الجنوب مروراً بالبقاع (شرق البلاد)، بينما هرعت فرق الإسعاف لنقل مئات المصابين إلى المستشفيات.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنها سجلت في حصيلة أولية 14 قتيلاً وأكثر من 450 جريحا في حصيلة جديدة للتفجيرات التي طالت أجهزة لاسلكية.
وأتت هذه الموجة الثانية بعد أن حصدت هجمات مماثلة أمس 12 قتيلاً وأدت إلى إصابة أكثر من 4000 بجروح، وسط توعد حزب الله اللبناني بالرد على إسرائيل.