شبح "الشعبوية" يفتتح مهرجان أفينيون المسرحي بفرنسا
الشعبوية هي تيار سياسي يقوم على تقديس الشعب واعتباره منبع الحكمة، واستعداء مؤسسات النظام السياسي والنخب المجتمعية.
انطلقت فعاليات الدورة الـ73 لمهرجان أفينيون الفرنسي، الخميس، مع مسرحية قاتمة ألفها كاتب مسرحي يسكنه هاجس "الشعبوية" المتعاظمة في القارة الأوروبية.
و"الشعبوية" هي تيار سياسي يقوم على تقديس الشعب واعتباره منبع الحكمة، واستعداء مؤسسات النظام السياسي والنخب المجتمعية.
لكن مسرحية "أرشيتكتور" التي تفتتح مهرجان أفينيون -الذي يُقام خلال الفترة من 4 حتى 23 يوليو/تموز، وهو الأهم في العالم إلى جانب إدنبرة- تحمل في طياتها بعض الفرح أيضاً، إذ يشارك فيها نجوم من أوساط المسرح الفرنسي من بينهم إيمانويل بيار، وجاك فيبير، دوني بوداليديس وأودري بوني.
في باحة الشرف داخل قصر الباباوات الذي شهد ولادة المهرجان المسرحي عام 1947، تروي مسرحية باسكال رامبير، وهو من أكثر كُتّاب المسرح الفرنسيين الأحياء انتشاراً في العالم، بأسلوب لا مواربة فيه قصة عائلة فنانين وفلاسفة ومؤلفين موسيقيين ممزقة في صورة مجازية عن أوروبا المريضة.
وتدور أحداث المسرحية في عام 1938 قبل ضم ألمانيا للنمسا، لكنها ليست عملاً حول التاريخ كما يوضح رامبير الفائز في عام 2016 بجائزة المسرح من الأكاديمية الفرنسية.
وأكد رامبير "57 عاماً": "إنها نابعة من القلق الذي أشعر به حيال ما يجرى في مناطق أوروبية كثيرة في الدول التي أقدم فيها مسرحياتي مثل إيطاليا وإسبانيا؛ حيث حصد فوكس (حزب يميني متطرف) عدداً كبيراً من الأصوات في أبريل/نيسان".
وقدَّمت مسرحياته في دول كثيرة من المكسيك إلى تايوان مروراً بمصر، ومن بينها "كلوتور دو لامور"، التي لقت رواجها في أفينيون عام 2011، ومن ثم عرفت نجاحاً عالمياً مع ترجمتها إلى 23 لغة.
وقال الفنان المسرحي: "العمل في كل هذه الدول يعيدني إلى لحظة في التاريخ أعيشها وأجد أنَّها مصدر قلق.. ومسرحياتي عادة تدرك وضع العالم".
وشدد رامبير على أنه مقتنع للغاية بالوحدة الأوروبية، مشيرا إلى أنَّ دوره ككاتب مسرحي هو تصحيح اللغة في وقت يهيمن فيه التضليل الإعلامي حيث يصبح الخطأ صحيحا.
ولم يأت اختيار الممثلين صدفة فهو يكتب المسرحيات مع هؤلاء الممثلين الكبار ومن أجلهم منذ عام 2011.
وأكد رامبير: "لولا وجودهم لما كانت هناك مسرحية فأنا أعرف طاقتهم وأمضي الكثير من الوقت معهم"، ونجح كذلك في إقناع جاك ويبير المقاطع للمهرجان، لا سيما ساحة الشرف، بسبب نوعية الصوت الرديئة في المشاركة.
ورامبير ليس الوحيد في المهرجان الذي يتحدث عن الهواجس حيال أوروبا، فرولان جوزيه في مسرحية "نو لوروب بانكيه دي بوبل" التي تستند إلى نص للوران جوديه الحائزة جائزة "جونكور"، يطرح تساؤلات حول الشعبوية والديمقراطية والصفة التمثيلية.