نيران النزاع تصل بورتسودان.. الاشتباكات تقطع صمت "المدينة الهادئة"
رغم دخول النزاع في السودان شهره السادس، إلا أن مدينة بورتسودان الساحلية الهادئة المطلّة على البحر الأحمر، كانت لا تزال بمنأى عنه، قبل أن تقطع الاشتباكات هذه العزلة.
وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، في 15 أبريل/نيسان الماضي، تدخل المدينة على خط الأزمة.
- أزمة السودان.. اشتباكات على الأرض واتهامات "إلكترونية"
- الشهر السادس لنزاع السودان.. معارك "حسم النفوذ" تحتدم
وشهدت المدينة اشتباكات بين الجيش السوداني، وعناصر قبلية، يقودها شيبة ضرار، القيادي في قبيلة البجا، بحسب شهود عيان.
وقال شاهد عيان، إن "جنودا انتشروا في المنطقة بعد إزالة نقاط تفتيش كانت العناصر القبلية أقامتها"، في حين أفاد آخرون بـ"عودة الهدوء" بعد فترة قصيرة.
وكان شيبة ضرار، الذي دعم الجيش في بداية النزاع، عاد ووجّه انتقادات حادة لمسؤولين حكوميين انتقلوا إلى شرق السودان.
لكنّه لم يعلن الانضواء في تحالف مع قوات الدعم السريع، فيما تعهّدت قبائل أخرى في شرق السودان بدعم الجيش.
أهمية المدينة
وتضم بورتسودان المطار الوحيد الذي لا يزال يعمل في السودان، كما أن بها الميناء البحري الذي يعد الأهم بالسودان.
كما تؤوي المدينة مسؤولين حكوميين وأمميين غادروا العاصمة الخرطوم هربا من المعارك.
وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة شكّلت بورتسودان قاعدة للبرهان الذي بقي حتى أواخر أغسطس/آب متحصنا في مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، الذي تحاصره قوات الدعم السريع.
ومذّاك الحين أجرى البرهان 6 رحلات خارجية من بورتسودان.
من هم "البجا"؟
وتعد قبائل البجا ذات جذور عريقة، يعود تاريخها في المنطقة إلى 5 آلاف سنة.
وتضم مكونات رئيسية هي: الهدندوة، والبني عامر، والحلنقة، والبشاريين، والأشراف، والأرتيقة، والشياياب، والعبابدة، والكميلاب، والملهيتنكناب.
وتعد إثنية الهدندوة التي ينتمي إليها الناظر -ويعني عميد قبيلة" محمد الأمين ترك، أكبر قبائل البجا، من حيث التعدد.
ويذكر التاريخ لهذه القبائل وقفتهم القوية مع أمير الشرق عثمان دقنة، الذي سهلت مقاومته للثورة المهدية تحرير الخرطوم من الحكم الإنجليزي.
وتسكن قبائل البجا، ما بين ساحل كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل في السودان، وعلى امتداد الشمال، مروراً بمنطقة مثلث حلايب وجنوباً ما بين باضع (مصوع حالياً).
كما تمتد القبيلة إلى جزر دهلك إلى منطقة بركة في داخل الحدود الإرتيرية، ومن ثم الامتداد غربا إلى قلع النحل، والقلابات والقضارف والبطانة، ونهر عطبرة في السودان.
وطالما شكت قبائل البجا من التهميش السياسي والتنموي، وقادت حروباً ضارية ضد الحكومة المركزية في الخرطوم في حقبة تسعينيات القرن الماضي، وحتى حلول الألفية الثانية، عبر جبهة الشرق- مؤتمر البجا، والتي انتهت باتفاقيات سلام.
ومنذ اندلاع المعارك في نيسان/أبريل، قُتل نحو 7500 شخص ومن المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير.
كما اضطر نحو 5 ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور الى دول الجوار خصوصا مصر وتشاد.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA=
جزيرة ام اند امز