ارتفاع قياسي بدرجات الحرارة يشعل غابات البرتغال
الرياح الساخنة القادمة من شمال أفريقيا تتسبب في أشد موجة حارة في شبه الجزيرة الإيبيرية التي تضم إسبانيا والبرتغال منذ عام 2003.
بذل أكثر من 740 رجل إطفاء جهودا مضنية لإخماد حريق غابات يستعر في جنوب البرتغال، السبت، وسط ارتفاع درجات الحرارة واقترابها من مستويات قياسية في أوروبا بشكل عام.
وفي مسعى للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا بعد مقتل 114 شخصا في حريقين هائلين من حرائق الغابات العام الماضي في البرتغال أرسلت سلطات الحماية المدنية رسائل نصية على الهواتف المحمولة تحذر السكان من مخاطر جمة من الحرائق تحدق ببعض المناطق، بما فيها تلك المحيطة بالعاصمة لشبونة. وكان حريق شب في الغابات باليونان الشهر الماضي قد أودى بحياة 91 شخصا.
وفي منتجع كاسكايس الساحلي خارج لشبونة لم تتحمل شبكة الكهرباء ضغط الاستهلاك بفعل الاستخدام المفرط لأجهزة تكييف الهواء، ما تسبب في انقطاع التيار مساء الجمعة عن عشرات الآلاف من السكان لعدة ساعات، وإغلاق مركز ضخم للتسوق. وفي لشبونة وصلت درجة الحرارة أمس الجمعة إلى 43 درجة مئوية.
وشب الحريق، السبت، بمنطقة مونشيك المرتفعة بإقليم ألجارف بجنوب البلاد، وهو مقصد سياحي شهير. وأخلت السلطات قريتين بالمنطقة واستخدمت طائرتين مجهزتين لنقل المياه في جهود إخماد الحريق.
وتسببت الرياح الساخنة القادمة من شمال أفريقيا في أشد موجة حارة في شبه الجزيرة الإيبيرية التي تضم إسبانيا والبرتغال منذ عام 2003، وهو أحد أسوأ الأعوام فيما يتعلق بعدد وحجم حرائق الغابات.
وستظل درجات الحرارة في إسبانيا والبرتغال فوق مستوى 40 درجة مئوية حتى يوم الأحد على أقل تقدير. وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية أن تصل الحرارة إلى 47 درجة في سانتاريم بوسط البرتغال السبت، وهو ما يقل بدرجة واحدة عن المستوى القياسي في أوروبا وهو 48 درجة الذي سجل في أثينا عام 1977.
وتوفي 3 أشخاص خلال الأيام القليلة الماضية في إسبانيا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وذكرت إذاعة "كادينا سير" الإسبانية أن اثنين منهما توفيا إثر إصابتهما بضربة شمس بمنطقة مرسية بجنوب شرقي البلاد، في حين قالت خدمات الإنقاذ إن الثالث توفي في برشلونة الجمعة.
وقالت خدمات الإنقاذ إن الجيش الإسباني ساعد أجهزة الطوارئ في إخماد حريق غابات في نيرفا بجنوب إسبانيا يومي الجمعة والسبت، وقال مسؤولون إن "شخصين أصيبا ولحقت أضرار بـ6 منازل في حريق غابات منفصل قرب مدريد الجمعة".
وتسببت أطول موجة جفاف على مدى عقود في جفاف أنهار في هولندا وأثرت على المزارعين في ألمانيا. ولحقت أضرار جسيمة بحقول القمح في دول شمال أوروبا، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وفي منطقة الدول الإسكندنافية التي تضم بشكل رئيسي الدنمارك والسويد والنرويج سجلت درجات الحرارة مستوى قياسيا منذ بضعة أيام. وفي السويد سجل شهر يوليو/تموز مستوى قياسيا في درجات الحرارة واستعرت حرائق الغابات في بعض المناطق.