"تركيا وسوريا على موعد مع زلزال بقوة 8.5 درجة".. هل التنبؤات صحيحة؟
كثرت التنبؤات حول حدوث الزلازل مؤخرا، رغم أنها تحدث بسبب عوامل في باطن الأرض وتحديداً في الصفائح التكتونيّة، وهي ظواهر لا يمكن توقعه.
وتغزو مواقع التواصل حول العالم نبوءات عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، فيما ينفي خبراء الزلازل هذه التوقّعات الكاذبة، ويستبعون أي إمكانية للتنبؤ بوقوع الزلازل.
وتتحدّث منشورات متداولة على مواقع التواصل عن "زلزال كبير بقوة 8.5 درجات على مقياس ريختر" سيضرب سوريا وتركيا بعدما تعرّض هذان البلدان لزلزال عنيف في فبراير/ شباط الماضي، وخلف وراءه عشرات آلاف القتلى ودمار هائل.
هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟
وتنسب بعض هذه المنشورات المعلومات المزعومة إلى الخبير الهولندي المزعوم فرانك هوغربيتس، الذي أغرق منصات التواصل في الأشهر الماضية بنبوءات عن الزلازل، ما زرع القلق والذعر في مناطق عدّة من العالم لا سيما في الشرق الأوسط.
لا يوجد حتى الآن أي طريقة للتنبّؤ بوقوع الزلازل، حسبما يؤكّد العلماء والخبراء، الذين يحذرون من أشخاص ينتحلون صفة خبراء يبثّون الذعر والقلق بين الناس بهدف الشهرة.
ما هو الزلزال؟
يعني الزلزال تكسّرًا في القشرة الأرضيّة بسبب تراكم الضغط، وحين يقع هذا التكسّر في الصخور تتحرر الطاقة المخزّنة في كلّ الاتجاهات على شكل موجات، وحين تمرّ هذه الموجات في باطن الأرض تُسبب اهتزازاً في السطح.
وفي 13 فبراير/شباط الماضي، عقب الزلزال الذي دمّر مناطق واسعة من تركيا وسوريا، وعلى إثر الشائعات التي ظهرت عن التنبّؤ بالزلازل، قال يان كلينغر مدير الأبحاث الزلزالية في معهد فيزياء الأرض في باريس لوكالة الأنباء الفرنسية: "من المستحيل توقّع مكان وقوع الزلزال أو زمانه أو قوّته"، فيما قالت لوسيل بروها المتخصصة في فيزياء الأرض: "ليس هناك أي طريقة علميّة تتيح التنبّؤ بالزلازل".
فيما يؤكّد معهد الدراسات الجيولوجية في الولايات المتحدة أن العلماء يمكنهم تحديد مناطق الخطر الزلزالي أي المناطق التي يتوقع أن تكون مرشّحة لوقوع زلزال في زمن ما بناء على دراسة طبقاتها الأرضيّة وتكسّراتها، لكن التحديد المسبق لوقت الزلزال أو مكانه أو قوّته غير ممكن حتى الآن.
هل يصدق الخبراء؟
ورصدت منصات تقصي الحقائق عددا كبيرا من التوقعات التي أطلقها الخبير الهولندي المزعوم، ولم تحالفه الصدفة سوى في واحدة منها، وهو زلزال فبراير/شباط الماضي. وفي عام 2019 رصد موقع "تشيك نيوز" 28 توقعا للهولندي أطلقها خلال 3 أشهر، ولم يصدُق منها شيء.