الرد الإيراني على اغتيال هنية.. سيناريوهات متعددة والترقب سيد الموقف
تسود المخاوف حول العالم من انزلاق الشرق الأوسط لحرب إقليمية واسعة النطاق، وسط حالة من الترقب للرد الإيراني على اغتيال زعيم المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، فما هي السيناريوهات المتوقعة لهذا الرد؟.
وكشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن سيناريوهين محتملين؛ الأول هو أن أن تشن إيران هجوما من أراضيها باستخدام صواريخ باليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية.
ونقلت المجلة عن الأدميرال البحري المتقاعد مارك مونتغمري، الذي شغل سابقًا منصب مدير السياسات للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، قوله إن "هذا السيناريو لا يزال خيارا مطروحا على الطاولة".
لكن مونتغمري قال إنه من غير المرجح أن تكرر إيران نفس الهجوم الذي شنته ضد إسرائيل في 13 أبريل/نيسان الماضي، ردا على استهداف تل أبيب لقنصليتها في دمشق، وكان ذلك الهجوم قد اعتمد على المسيرات والضربات الصاروخية التي صدتها الولايات المتحدة وإسرائيل.
أما السيناريو الثاني وفقا لـ"بوليتيكو" فهو شن هجوم يتضمن وابلا من الصواريخ التي يطلقها وكلاء إيران في لبنان وسوريا والعراق، الأمر الذي يقلل من الوقت المتاح لإسرائيل وحلفائها لإسقاط تلك الأهداف بشكل استباقي.
وقال جوناثان روه، مسؤول السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، إن مثل هذا الهجوم سيكون مصمما لإغراق دفاعات إسرائيل ومنح الجيش الإسرائيلي وقتا أقل للرد.
وأضاف: "تحاول إيران هذه المرة إيجاد طريقة لفرض بعض التكاليف الفعلية والحقيقية على إسرائيل، لإجبارها على التوقف عن ضرب أهداف حزب الله أو ارتكاب أمور مثل اغتيال هنية في طهران".
هذا السيناريو أشارت إليه أيضا صحيفة "فاينانشيال تايمز" التي تحدثت عن اعتقاد المحللين بأن رد إيران قد يتضمن قيام وكلائها بشن هجمات متزامنة وهو ما يشمل الحوثيين في اليمن والمليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا.
وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" أن إيران قد تشن هجوما مماثلا لردها على استهداف قنصليتها في دمشق في أبريل/نيسان الماضي وقالت إن هذه المرة قد يتدخل حزب الله أيضا بهدف الانتقام لاغتيال قائده العسكري الكبير فؤاد شكر، الأسبوع الماضي.
وأوضحت الوكالة أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى إجهاد الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما يعني المزيد من الضربات الصاروخية التي تزيد من خطر وقوع إصابات، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا بحسب الخبراء.
في المقابل، كشف مقال رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن اعتقاد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة قد تؤتي ثمارها وأن إيران ربما تعيد النظر في خطتها للانتقام من إسرائيل بعد اغتيال هنية.
كان البيت الأبيض قد أجرى محادثات عبر قنوات خلفية مع إيران مثل السفارة السويسرية في طهران والبعثة الإيرانية في الأمم المتحدة لحث طهران على ضبط النفس.
وفي الوقت نفسه، أطلق البيت الأبيض تحذيرات صريحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم عرقلة وقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب إرسال أسطول بحري وجوي أمريكي لحماية إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين إذا فشل الردع.
وأشار المقال إلى أن استعراض القوة الذي قامت به الولايات المتحدة في المنطقة قد يثني طهران أيضًا عن قرارها بالانتقام.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من إيران تجنب الخسائر المدنية في أي هجوم انتقامي على إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن تحذير بوتين، الحليف الوثيق لإيران، سلمه وزير الدفاع السابق وأمين مجلس الأمن القومي الروسي سيرجي شويغو خلال زيارته إلى طهران قبل يومين.
وأوضحت "الغارديان" أن الرسالة لم تكن توبيخا لإيران لإصرارها على الانتقام، لكنها عكست قلقا روسيا من أن يؤدي الرد على اغتيال هنية لخروج الأمور عن نطاق السيطرة.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg
جزيرة ام اند امز