تأجيل حوار القاهرة.. تداعيات ثقيلة على المشهد الفلسطيني
تداعيات ثقيلة على المشهد الفلسطيني تبدو في الأفق لتأجيل الحوار الفلسطيني في القاهرة، وسط تبادل اتهامات حول من يتحمل المسؤولية عن ذلك.
وكان من المقرر أن ينطلق الحوار أمس السبت، قبل أن تبلغ القاهرة الأطراف الفلسطينية بتأجيله دون كشف الأسباب، فيما تبين أن الأمر يتعلق بخلاف حول أجندة وأولويات الحوار.
ويوضح عمر الغول عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ"العين الإخبارية" أن حركتي حماس والجهاد اشترطا أن يشارك الرئيس محمود عباس كرئيس لحركة فتح ليكون ندا لرؤساء قادة الفصائل وليس رئيسا للشعب الفلسطيني ورئيسا لمنظمة التحرير.
وأشار إلى أنهما طلبا قلب معادلة الحل بأن يبدأ من ترتيب المنظمة قبل توحيد الجهود وتشكيل حكومة وحدة وطنية وبالتالي شعر المصريون بفجوة واضحة فكان التأجيل.
وقال: "على حماس أن تتواضع وتنزل عن الشجرة وتعود إلى جادة المصالحة الوطنية لأن هناك نتائج قد لا تحمد عقباها في المستقبل".
وأضاف "علينا أن نعمل على ردم الهوة وندفع بتعزيز الوحدة الوطنية والاتفاق على آليات ترتيب البيت الفلسطيني ونذهب للاتفاق على المنظمة".
وأشار إلى أن حماس خيارها ترتيب المنظمة والاستئثار بها، وفتح وقوى المنظمة الأخرى لن تقبل بذلك، مشددا على أنه إن لم تتراجع حماس عن متواليتها ستبقى الأمور كما كانت طوال 15 سنة من الانقسام.
وشدد على أن المطلوب أن تتراجع حماس وتحقق المصالحة لأن فيها مصلحة لحماس ولفتح ولكل القوى وللشعب الفلسطيني والقضية.
ويذهب رائف دياب عضو مكتب سياسي حزب فدا، أن السبب الحقيقي للتأجيل هو الانقسام الذي يحاول بعض الأطراف المحافظة عليه وقد تجلى ذلك بشكل كبير بعد معركة شهر مايو/أيار، في إشارة إلى المواجهة المسلحة الأخيرة بين إسرائيل وغزة.
وقال دياب لـ"العين الإخبارية": "البعض أراد أن يفرض مطالبه على منظمة التحرير وكان هذا السبب الرئيس لفشل الحوار وخاصة عند تحديد المطالب من الحوار التي تبدأ بمنظمة التحرير والمجلس الوطني".
وأشار إلى أن تلك المطالب تريد أن تلغي النظام السياسي الحالي والإتيان بنظام سياسي جديد وهذا يمثل خرقا لما توصلنا إليه سابقا.
وقال: "كنا ذاهبون للقاهرة لوضع اللمسات النهائية لإعادة الإعمار وللوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون المفتاح الرئيس للوصول للاتفاق الوطني الشامل الذي ينهي حالة الشرذمة الحالية".
وشدد على أن التجربة المريرة التي حصلت في القاهرة شكلت إحباطا في الشارع الفلسطيني.
وقال: "تصور حماس لا يوصلنا لاتفاق ينهي الأزمة الحالية وإنهاء الانقسام ويفتح المجال أمام شعبنا لنظام سياسي جديد يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني ويعمل على إنشاء دولته المستقلة".
وبحسب مصادر فلسطينية؛ فإن التباين في المواقف حول أولويات الحوار (المنظمة أو حكومة الوحدة) كان السبب الرئيسي لتأجيل الحوار، إلى جانب تفاصيل متعلقة بالجهات المشاركة في الحوار وأدوارها، ففي حين تطالب حماس بمشاركة الرئيس الفلسطيني بصفته زعيما لفتح، تعترض الأخيرة على مشاركة الفصائل الجديدة بغزة مثل حركة الأحرار والمقاومة الشعبية.
ووفق هذه المصادر، فإن هذا الخلاف يمكن أن يلقي بظلال على ترتيبات إعادة الإعمار والأجواء الإيجابية للمصالحة التي سادت في الأشهر الأخيرة.