أسعار البطاطس في إيران تصل لمستويات غير مسبوقة
ارتفاع سعر البطاطس أو "تفاح الأرض" كما تعرف في الأوساط الشعبية بصورة جنونية في إيران وسط موجات غلاء متلاحقة للسلع الأساسية.
تواصل أسعار الغذاء في إيران ارتفاعها على نحو مطرد للغاية طوال الأسابيع الأخيرة، وأخيرا كان الموعد مع البطاطس التي تعرف بطعام الفقراء في البلاد.
وتعتمد شريحة كبير من الأسر الإيرانية (إجمالي سكان إيران 81 مليون نسمة) على البطاطس كغذاء رخيص الثمن نسبيا مقارنة بأسعار أطعمة أخرى تضاعفت لمرتين كاللحوم والدجاج في غضون أشهر قليلة.
وكشفت وسائل إعلام محلية إيرانية بينها وكالة أنباء الطلبة "إيسنا"، الخميس، أن الحكومة الإيرانية أتاحت تصدير الناتج المحلي من محصول البطاطس إلى أسواق خارجية، الأمر الذي ساهم في غلاء أسعارها بحيث وصل سعر الكيلوجرام الواحد إلى قرابة 10 آلاف تومان إيراني (2.38 دولار حسب سعر الصرف الرسمي).
وأضافت "إيسنا"، أن غلاء البطاطس أضاف أعباء مالية جديدة على فئات العمال وصغار الموظفين والمتقاعدين لاعتمادهم عليها في المقام الأول بعد ارتفاع أسعار بضائع من قبيل البقوليات والأرز وغيرها على نحو غير مسبوق.
بينما أكد مستهلكون إيرانيون في وسائل إعلام إيرانية أخرى، أن سعر الكيلوجرام الواحد من البطاطس وصل إلى نحو 15 ألف تومان إيراني في العديد من متاجر العاصمة طهران وكذلك أسواق المدن الكبرى (إيران بها 31 محافظة).
ويلقي مناصرو الحكومة الإيرانية باللائمة وراء ارتفاع سعر البطاطس أو "تفاح الأرض" كما تعرف في الأوساط الشعبية على من اعتبروهم سماسرة ومحتكرين في الداخل.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تصدر بها حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني قرارات وصفت بـ"الغربية" إزاء السماح أو حظر تصدير مزروعات أملا في جني عملة صعبة على حساب المستهلك الإيراني المطحون بفعل موجات الغلاء المتلاحقة.
وزادت أسعار أغلب السلع الأساسية في الأسواق المحلية داخل إيران بشكل غير مسبوق تاريخيا، حيث ارتفع سعر منتجات الألبان إلى نحو 21%، وفقا لقرار رسمي.
وأظهرت بيانات رسمية واردة في متن تقارير حديثة أصدرها مركز الإحصاء الحكومي في طهران، زيادة أسعار البصل بنسبة 115%، ومعجون الطماطم بنسبة 228%، والسكر بنسبة 100%، وزيوت الطعام بنسبة 93%، واللحوم الحمراء بنسبة 130%.
وانتقد مستهلكون إيرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام قرارا رسميا بزيادة أسعار بيع مواد الألبان بنسبة تقدر بنحو 14% في مختلف الأسواق المحلية، وذلك في ظل ارتفاع مؤشر التضخم وتدني قيمة الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي.
وتعد هذه الزيادة التي بدأ العمل بها هي الثانية بعد نحو شهرين فقط من زيادة أسعار بيع الألبان في أبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي أثار مخاوف مستهلكين محليين باعتبار أن الألبان من قبيل الجبن والحليب أحد أهم مكونات مائدة الأسر الإيرانية.
وكشفت بيانات حكومية حديثة استمرار ارتفاع مؤشر التضخم السلعي في إيران لمستوى قياسي جديد، في حين تمر البلاد بأزمة اقتصادية هي الأعنف منذ تأسيس النظام الثيوقراطي المسيطر على طهران بداية من عام 1979.
وأوضح مركز الإحصاء الإيراني (حكومي)، عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، أن معدل التضخم السنوي بلغ نحو 52.1% في مايو/أيار الماضي.
وأقرت المؤسسات الإيرانية الرسمية أخيرا بانكماش الاقتصاد لمستوى غير متوقع حتى وصل إلى أن يعاني أسوأ موجة ركود تاريخي له، بداية من صيف العام الماضي، وذلك بسبب الفشل المتراكم على مدار حكومات متعاقبة، وتزايد حجم الفساد المؤسسي.
واتفق كل من البنك وصندوق النقد الدوليين على أن ركود الاقتصاد الإيراني بلغ قرابة سالب 4.5% في العام الجاري، بينما توقعا وصول حجم الركود إلى حدود سالب 6% بحلول العام المقبل 2020.
ومع دخول إيران فعلياً مرحلة الحظر النفطي الكامل، رجح مركز بحوث البرلمان في طهران مؤخرا مزيداً من الشح المالي داخل البلاد.
وتعتمد طهران في المقام الأول لتأمين العملة الصعبة على عوائد تصدير النفط الخام ومكثفات الغاز.
وأكدت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية ومقرها الولايات المتحدة) أن أرقام المؤسسات الإيرانية الصادرة حديثا تؤكد أن اقتصادها المحلي كان يعاني أسوأ موجة ركود تاريخي له، بداية من صيف العام الماضي.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjQzIA== جزيرة ام اند امز