البطاطس تفتح أبواب الرزق لشباب غزة
رئيس جمعية خان يونس الزراعية التعاونية يتوقع وصول إنتاج البطاطس في قطاع غزة إلى 60 ألف طن، مؤكدا أن الموسم مبشر بخير كثير.
على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، فإن المطر هذا العام تدخل بشكل كبير لكي ينقذ المزارعين من تردي الأوضاع، كما كان سبباً لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل في مواسم الحصاد، ومنها جني ثمار البطاطس، التي جاءت بالمرتبة الثانية من حيث كمية الإنتاج الزراعي هذا العام لغزارة محصولها، ولقيمتها الزراعية وعدم الاستغناء عنها في المطبخ الفلسطيني.
"العين الإخبارية" زارت أحد حقول البطاطس أثناء جنيها للاطلاع على موسم الحصاد هذا العام، ورصدت أن زراعة البطاطس في قطاع غزة بمساحته الكلية 365 كيلومترا مربعا، وعدد سكانه القريب من 2 مليون نسمة، تشمل ما قرابته 17 ألف دونم، وعدد المزارعين المنتجين يصل إلى 6 آلاف مزارع، وبلغ عدد المنتجين لهذه الثمرة قرابة 1000 منتج في آخر معلومات حصلت عليها زراعة غزة.
ويقول رئيس جمعية خان يونس الزراعية التعاونية، ناهض الأسطل، لـ"العين الإخبارية": "موسم البطاطس هذا العام بفضل الله ومن ثم الأمطار الغزيرة التي سقطت يتوقع المنتجون تجاوز كميات الإنتاج المعروفة في السنوات الماضية، وقد يصل إلى 60 ألف طن، لأن الموسم في بدايته مبشر بخير كثير، ومن حيث نوعية ثمار البطاطس، فإن الثمرة أكبر حجماً وبجودة عالية، لأن قطاع الزراعة شهد تطوراً هذا العالم بإدخاله أصناف جديدة من البطاطس، وبعد اختبارها أثبت 12 صنفا منها ملاءمتها للتربة".
وأضاف الأسطل: "بتنوع الأصناف ونجاحها يكون موسم البطاطس في المرتبة الثانية من حيث المحاصيل الزراعية بعد البندورة مباشرة، بعد أن كان متأخراً في السنوات السابقة لكثرة أمراضه وقلة محصوله، ولكنه دخل هذا العام في قائمة المحاصيل الزراعية التي حققت اكتفاءً ذاتيا، وسيتم تصدير كميات جيدة منها إلى دول الخليج العربي والأردن".
ويرى الأسطل أن البطاطس تشكل مصدر دخل مهم للمزارع في قطاع غزة، كونها ثمرة مطلوبة وتتحمل ظروف البيئة، والتنقل والتخزين، لذا يقبل على زراعتها أغلبية الفلاحين لضمان استغلال الأرض بدون حمامات زراعية ذات تكلفة عالية، بالإضافة إلى توفر الأدوية والمبيدات والأسمدة المطلوبة لإنجاح الموسم، ولمناسبة التربة لهذه الثمرة، وما زاد الإقبال على زراعتها هذا العام غزارة مياه الأمطار بحيث تجاوزت الـ60 مليون متر مكعب منها 17 مليون متر مكعب وصلت الخزان الجوفي، وهذا مؤشر إيجابي على أن المحاصيل الزراعية ستشهد تحسناً كبيراً.
وعن الأصناف الجديدة التي دخلت قطاع غزة يقول ناهض الأسطل: "أدخلنا أصنافاً من دول الاتحاد الأوروبي بعد جولة في هذه الدول، ودولة الإمارات العربية المتحدة، اطلعنا خلالها على أفضل أنواع الثمار الزراعية ومنها تقاوي (الدرنات) البطاطس، وتوافق كبار المزارعين على تجربة 16 صنفا تم استحضارها من هولندا وفرنسا وألمانيا وغيرها، ومن هذه الأصناف (روزيت- وسانتانا- ديزيريه- انيوفتيور- شالينجر- سيفرا- فاريدا- الفيريستون، بيليني) بالإضافة إلى صنف (ليدي روجستا) أو البطاطس الحمراء الخاصة بصناعة الشيبسي، ونجحت في قطاع غزة بشكل جيد".
من جهته، يؤكد المشرف على العمال في جمعية خان يونس الزراعية التعاونية، حمادة أنزور، لـ"العين الإخبارية": "الجمعية اضطرت هذا الموسم إلى مضاعفة عدد العاملين في جني المحصول، بسبب غزارة الإنتاج، بينما كان يكفي لحصاد الدونم الواحد العام الماضي 8 عمال، وهذا العام يعمل في الدونم الواحد 16 عاملا، بفضل التحسن الملحوظ على منتج البطاطس، الذي ساهم بشكل كبير بتشغيل مئات الشباب العاطلين عن العمل، منهم خريجو جامعات، وأصحاب مهن، اضطروا إلى تركها بعد أن خسرت، وهؤلاء يشكلون نسبة عالية من المتزوجين والمعيلين للأسر الفقيرة، بالإضافة إلى أن الظروف المعقدة التي يعيشها قطاع غزة، تجبر العمال على دخول سوق العمل بشروط غير ملائمة للجهود التي يبذلونها وساعات العمل، ولكن موسم البطاطس والمحاصيل الزراعية الموسمية تشكل لهم فرصة أفضل من العمل في كثير من المجالات الأخرى، لأن دخولها أفضل وأوقات العمل فيها أقل".
ويقول عبدالمجيد أغا وهو خريج جامعي عاطل عن العمل: "ننتظر جني المحاصيل الزراعية بفارغ الصبر، لأنها توفر دخلاً جيداً لنا، وموسم البطاطس هذا العام زاد أيام العمل بسبب غزارة إنتاجه، ونرى السرور في عيون المنتجين والمزارعين، وقد زادوا لنا في أجرة ساعة العمل لزيادة قيمة الإنتاج، ولكنني كخريج جامعي اقتربت من الـ30 عاماً، أتمنى أن أحصل على وظيفة تناسب شهادتي الجامعية براتب شهري، وأن اكتفي بها لإعالة أسرتي المكونة من 3 أولاد وأمهم، فالعمل الثابت أفضل بكثير من العمل الموسمي مهما كان جيداً".