صناعة الفخار.. حرفة تراثية تقاوم الاندثار في لبنان (صور)
تكافح صناعة الفخار في لبنان من أجل البقاء، الحرفة التي لعبت دور البطولة على مدى عصور في تشكيلات الأواني قبل ظهور الماكينات التكنولوجية التي هددت وجودها وخفضت من مبيعاتها.
بلدات لبنانية عدة اقترن اسمها بالفخار، منها "راشيا الفخار" و"عيتا الفخار" كذلك عائلات كعائلة فاخوري، منها أمين سر نقابة الحرفيين الفنيين سابقاً طلال فاخوري الذي قال لـ"العين الإخبارية": "توراثنا المهنة أباً عن جد منذ نحو 300 سنة، أعمل أنا ووالدي الآن ونقلت الحرفة إلى ابنتي ذات الـ17 عاماً كذلك نقوم بتعليم ابن شقيقي للمحافظة على المهنة التاريخية من الاندثار".
الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان أثرت سلباً على الحرف والصناعات التقليدية، وقال فاخوري: "نصنع الأواني المنزلية من طناجر وصحون وأباريق وكلها صحية 100%، وذلك إضافة إلى التحف الفنية".
وعن المواد التي تدخل في صناعتها، أوضح: "تراب خاص وماء، نحضّر الطين كما كان جدودنا يعدّونه، أي على الطريقة التقليدية، وبعدها نشكل القطعة كما نريد، لنتركها بين أسبوع وشهر كي تجف بحسب حجمها، بعدها ندخلها إلى الفرن لمدة 48 ساعة، على درجة حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية".
ويقع مصنع آل فاخوري في بلدة البرجين في إقليم الخروب، حيث يجري فيه إعداد أجمل الأواني والتحف الفخارية، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في توعية اللبنانيين على أهمية الفخار من الناحية الصحية، لا بل هناك مطاعم عديدة باتت تلجأ إلى استخدامها في إعداد الطعام.
وقال فاخوري: "لدينا صفحة على أنستقرام ساهمت في نشر منتجاتنا، وقد لاحظت مدى اهتمام الناس في الآونة الأخيرة بالأواني الفخارية كون لا يدخل في صناعتها أي مواد كيميائية، ثانياً لكونها أرخص من باقي الأواني لاسيما المستوردة من الخارج".
وفي محاولة للحفاظ على المهن الحرفية يحرص فاخوري وغيره من الحرفيين على إعداد القطع أمام قاصدي المعارض، ليتعرفوا على كيفية تصنيعها وجمال العمل اليدوي.
وطالب فاخوري الدولة بأن تولي اهتماماً بالحرف التقليدية، قائلاً: "هي حرف متوارثة من جيل إلى آخر، وهي واجهة لبنان، وفي السابق كنا نصدّر إلى فرنسا والدول الخليجية وعدد من الدول العربية لكن الحرب السورية أثرت علينا كوننا نشحن الفخار براً بسبب وزنه الثقيل، ومن ذلك الحين اقتصر تصريف منتجاتنا على الأسواق اللبنانية".
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز