"المركزي الأمريكي" لن يتعجل رفع الفائدة.. "باول" يتحدث عن خطر "دلتا"
قررت إدارة البنك المركزي الأمريكي، عدم التعجل في رفع أسعار الفائدة، رغم كل المؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الأمريكي.
وأرجأ المركزي الأمريكي، تقليص برنامجه لشراء السندات، حتى ينتهي من دراسة تداعيات المتحور "دلتا" من فيروس كورونا.
وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي، الجمعة، إن المجلس قد يبدأ تقليص برنامج شراء السندات في وقت لاحق من العام الحالي، رغم أنه لن يتعجل زيادة أسعار الفائدة بعد ذلك.
وأضاف باول، أن الاقتصاد الأمريكي يواصل إحراز تقدم في اتجاه معايير البنك المركزي الأمريكي لتقليص برامجه للطوارئ في وقت الجائحة، وذلك في تصريحات تضمنت دفاعا عن الرؤية بأن التضخم المرتفع في الوقت الحالي من المرجح أن يكون عابرا، ودون أن يشير إلى توقيت أي تحول في السياسة، وذلك حسب الوكالة الأنباء الألمانية.
التفاعل مع التضخم
وفيما يرتفع التضخم حاليا إلى 4.2% سنويا اعتبارا من يوليو/تموز الماضي، قال باول، إن التضخم من المرجح أن ينخفض مع انحسار الضغوط المؤقتة، مثل الأسعار الهائلة للسيارات المستعملة.
وحذر من أن التفاعل مع ضغوط التضخم المؤقتة، "يمكن أن يضر أكثر مما ينفع"، وذلك حسب وكالة فرانس برس.
وقالت وكالة بلومبرج للأنباء الأمريكية، الجمعة، إن الاقتصاد الأمريكي يتقدم بقوة نحو النطاق المستهدف لمعدل التضخم بالنسبة لمجلس الاحتياط، وهو يعتبره باول، وزملاؤه، في المجلس شرطا لبدء تقليص برنامج شراء السندات الذي تم إطلاقه لتحفيز الاقتصاد الأمريكي، في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
تقدم سوق العمل
وقال باول، في كلمته أمام المنتدى السنوي لمجلس احتياط "كانساس سيتي" المعروف باسم منتدى "جاكسون هول"، إن سوق العمل الأمريكية تحقق أيضا "تقدما واضحا".
وأضاف، أنه في أخر اجتماع للجنة السياسة النقدية المعنية بإدارة السياسة النقدية في مجلس الاحتياط الاتحادي أواخر يوليو/تموز الماضي، "كنت وأغلب الأعضاء نرى أنه إذا سجل الاقتصاد نموا واسعا كما هو متوقع، فإنه قد يكون من المناسب بدء تخفيض وتيرة شراء الأصول خلال العام الحالي".
وتابع: "سجل الشهر التالي المزيد من التقدم في صورة بيانات الوظائف القوية لشهر يوليو/تموز الماضي، ولكن كان هناك انتشارا واسعا للسلالة دلتا من فيروس كورونا".
تقييم المخاطر
وأوضح باول، أن المجلس، "سيقيم بعناية البيانات المقبلة، والمخاطر المتزايدة"، قبل اتخاذ أي قرار بشأن السياسة النقدية.
في الوقت نفسه دعا روبرت كابلان، رئيس مجلس احتياط دالاس، وعضو مجلس الاحتياط، في مقابلة تلفزيونية، الجمعة، إلى ضرورة البدء في تقليص برنامج شراء السندات في أقرب وقت ممكن.
نمو يفوق التوقعات
وقالت وزارة التجارة الأمريكية، الخميس، في تقديرها الثاني لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من 2021، إن الناتج المحلي الإجمالي زاد بمعدل سنوي 6.6%، مقابل معدل نمو 6.5% تم إعلانه في يوليو/ تموز الماضي، وذلك حسب رويترز.
فيما نما الاقتصاد الأمريكي، بمعدل 6.3 % في الربع الأول من 2021، وعوَّض الخسائر الحادة التي تكبدها خلال الركود، بسبب "كوفيد-19".
تقليص برنامج شراء السندات
كان رفائيل بوستيك، رئيس بنك احتياط أتلانتا، وعضو مجلس الاحتياط الاتحادي، قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري، إنه على مجلس الاحتياط التحرك لتقليص حجم برنامجه لشراء السندات، بعد شهر آخر، أو شهرين من الأداء القوي لسوق الوظائف.
وتابع: مع المضي قدما في تقليص البرنامج بوتيرة أسرع مما كان عليه الحال في المرات السابقة.
وأضاف: "نحن نسير بصورة جيدة في الطريق نحو تحقيق تقدم جيد في اتجاه هدفنا" مشيرا إلى أنه تمت إضافة 943 ألف وظيفة جديدة إلى سوق العمل خلال الشهر الماضي، وهو أمر مشجع للغاية بالنسبة للتحرك نحو تقليص إجراءات التحفيز النقدي الذي يتبناها البنك المركزي حاليا.
توقعات نمو الوظائف
وكانت لجنة السوق المفتوحة المعنية بإدارة السياسة النقدية في مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي، قد قررت في ختام اجتماعها الدوري في الشهر الماضي الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسية عند مستوى 0.25%، دون تغيير مع استمرار برنامج شراء السندات بقيمة 120 مليار دولار شهريا.
وحسب رويترز، يقول مسؤولو المجلس إنهم يتوقعون إلى حد كبير أن تجدد الأزمة الصحية لن يؤدي إلى خروج الانتعاش عن المسار الصحيح، لكنه أجبر البنك المركزي نفسه على نقل مؤتمره جاكسون هول من منتجع جبلي في "وايومنج" إلى فعالية افتراضية للعام الثاني على التوالي.
وتستند توقعات استمرار نمو الوظائف لأسباب منها إعادة فتح المدارس وتخفيف قيود رعاية الأطفال والعودة المطردة إلى الإنفاق الاستهلاكي على الأنشطة التي تشهد تواصلا عن قرب، وهي تطورات قد تتأثر سلبا بالتفشي.