عبدالله بن بيه: "روح ركاب السفينة" حاضرة بقوة في دولة الإمارات
قال الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه إن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أزمة صحية سرعان ما تحولت إلى أزمة في القيم.
وأضاف رئيس منتدى تعزيز السلم رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن جائحة كورونا تحولت إلى أزمة من النوع الذي يختبر أخلاقنا وقيمنا وإيماننا.
وتابع: "إنها تختبر أخلاقنا في التعامل فيما بيننا، هل نصبر وننشر قيمة الصبر والتضامن بيننا أم نخضع لليأس والقنوط؟".
وقال في كلمته بالجلسة الافتتاحية، الاثنين، بأعمال الملتقى السنوي السابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي ينعقد هذا العام افتراضيا عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، إن جائحة كورونا ليست أول أزمة تواجهها الإنسانية، فقد سبقها عدد كبير من الأزمات المتنوعة الأشكال والمختلفة الأسباب.
وأضاف أنه "لا نجاة لركاب السفينة إلا بروح التضامن والتعاون"، محذرا من أنه "في غياب ذلك فإن المصير المحتوم للركاب سيكون الغرق".
وأكد أن "روح ركاب السفينة" كانت حاضرة بقوة في دولة الإمارات وفي رؤيتها واستراتيجيتها من خلال الدور الريادي الذي تتضامن فيه مع دول العالم دون النظر إلى عرق أو دين.
وحذر الدكتور عبد الله بن بيه من أن ما يحدث في طرف من المعمورة تصيب آثاره الطرف الآخر، ومن الأمثال على هذا الترابط ما يحدث على مستوي البيئة (المناخ).
وأوضح أن خطورة أزمة كورونا تكمن في أنها أزمة المفارقات وتدبير التّجاذبات، فقد وجدت البشرية نفسها على حين غرّةٍ، مطالبةً بالبحث عن الموازنات الدقيقة، الهشة والاستعجالية بين مجموعة من المتناقضات، بين الفاتورة الصحية والفاتورة الاقتصادية، فأيهما يقدّم: حفظُ النّفس أو تنمية المال، بين منطق البحث العلمي القائم على التعاون والتلاقح المعرفي ومنطق السوق المرتكز على قيم التنافس والاحتكار، بين الدولة الوطنية التي استعادت مركزيَّتها وأثبتت ضرورتها ونجاعتها وبين التعاون الدولي في العالم المفتوح الذي تأكّد للجميع أنه السبيل الأوحد للخروج من الأزمة.
ومع ذلك قال رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة إنها "مناسبة نادرة لاكتشاف أنفسنا، نحن أبناء البشر، لاكتشاف مكامن الخير المطمورة وقيمنا الضامرة، لاستعادة روح الإنسان المنطلق نحو المطلق، المتحرّر من قيود ذاته، وحدود أنانيته، وللتخلص من المنطق المعوجّ لصراع الخصوصيات، ولوقف تيار العنف الهدّام والوقوق في وجه الحروب المدمرة".
وينطلق الملتقى تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، بمشاركة وزراء وممثلي حكومات ومنظمات دولية وقادة دينيين وشخصيات رفيعة المستوى، ومئات المفكرين والأكاديميين والباحثين ورجال الدين وممثلي منظمات المجتمع المدني والشباب.
ويعقد الملتقى تحت عنوان "قيم ما بعد كورونا: التضامن وروح ركاب السفينة"، ويناقش على مدار 3 أيام من 7 إلى 9 ديسمبر الجاري، العديد من الموضوعات التي تشغل الوعي الكوني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البشرية، وتتسبب بالقلق الكبير على كل المستويات النفسية والمعنوية والمادية للأفراد والمجتمعات والدول.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز