إشادات بزيارة طحنون بن زايد لإيران.. الإمارات تعزز السلام بالمنطقة
أشاد دبلوماسيون وسياسيون بتحرك الإمارات إقليمياً وعربياً لإحداث تقارب مع محيطها مؤخرا، معتبرين أن أبوظبي تتحرك نحو المستقبل.
وزار وفد إماراتي برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني اليوم الإثنين إيران، حيث التقى الرئيس الإيراني.
وقال موقع الرئاسة الإيرانية إن "الرئيس إبراهيم رئيسي استقبل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن القومي الإمارات وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين".
وأكد رئيسي خلال الاجتماع أن "إيران ترحب بتعزيز العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة"، مشيراً إلى أن "العلاقات الحسنة والودية مع دول المنطقة من أولويات السياسة الخارجية لحكومته، ولهذا نرحب بتنمية العلاقات الثنائية مع الإمارات".
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية المصري، لـ"العين الإخبارية"، إن دولة الإمارات تجري خلال الشهور الماضية تحولات هيكلية ومحورية وتخوض معتركاً دبلوماسياً رائعاً في أكثر من اتجاه إقليمي له آثار مباشرة من كافة النواحي على الدولة وباقي دول المنطقة على حد سواء.
قراءة المشهد
وأكد فهمي أن الدبلوماسية الإماراتية نجت في قراءة المشهد الإقليمي بشكل رائع، وحددت عقب ذلك الأهداف المرجوة خلال الفترة المقبلة، لذلك فإن التقارب الإيراني الإماراتي سيحصد مكتسبات سياسية لن تتوقف عند حدود طهران وأبوظبي، وسيمتد أثرها إلى دول الخليج العربي ومصر بالتحديد.
ويعتبر فهمي أن أولى خطوات الإمارات التي خرجت فيه عن المألوف هو ملف التعامل مع إسرائيل، وعقد معاهدة سلام غيرت به المفاهيم القديمة في التعامل مع إسرائيل ثم انفتحت على تركيا ومنها إلى إيران وفي هذا الطريق حصدت مكتسبات إقليمية كبرى.
وتؤهل هذه المكتسبات الإمارات إلى لعب دور الوسيط بين طهران وتل أبيب -حسب وسائل إعلام إسرائيلية- ما قد يؤدي لرأب الصدع وتحقيق منافع متبادلة لكافة دول المنطقة وإتمام عملية السلام وتحقيق عوائد اقتصادية كبرى.
العلاقات التركية
وقبل نحو أسبوعين قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بزيارة رسمية إلى تركيا، تلبية لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وحول الزيارة والفوائد التي حصدتها الإمارات منها، أكد طارق فهمي أن التحرك نحو تركيا كان نجاحاً كبيراً للدبلوماسية الإماراتية التي نجحت في القيام بدور إقليمي استراتيجي بعيد المدى ويقصر الطريق أمام حلفاء الإمارات مصر والسعودية، لاتخاذ نفس الموقف وتحقيق تقارب ينتج تقاربا سياسيا واقتصاديا على حد السواء.
في نفس الإطار، يرى المحلل السياسي السعودي محمد الحربي أن "أي تحرك إماراتي مع إيران يعتبر إيجابيا لكافة دول مجلس التعاون الخليجي"، لا سيما أن الرؤى متطابقة بينها تجاه الموقف الإيراني، وكافة المشكلات التي تواجه دول مجلس التعاون.
وشدد الحربي على أن رغبة الإمارات في الانفتاح والحوار مع كافة الدول يرسل رسالة مفادها أن الإمارات ودول مجلس التعاون ليسوا فقط دعاة سلام، بل يتحركون بشكل مباشر نحو تحقيقه.
سوريا
التحرك الدبلوماسي الاستراتيجي للإمارات كان قد بدأه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، قبل نحو شهر بزيارة إلى دمشق هي الأولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ أكثر من 10 أعوام.
ولاقت الزيارة ترحيباً دبلوماسيا عربياً واسعاً، وأكد السفير العراقي الأسبق بالقاهرة أن "دولة الإمارات كانت سباقة في محاولة لم الشمل العربي، خصوصا أن سوريا وشعبها لا يجب أن يكونا في معزل عن باقي أشقائهم في أي دول عربية".
وقال نبيل نجم السفير العراقي السابق لدى القاهرة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "تحرك الإمارات يؤكد حرصها الدائم على التواصل البنّاء بين الدول العربية، وإعادة إدماج سوريا في المجتمع العربي والإقليمي، وعودتها إلى الجامعة العربية لتكون جنباً إلى جنب مع أشقائها العرب".
وفي نفس السياق رأى بركات الفرا، السفير الفلسطيني الأسبق في القاهرة، أن "سوريا دائماً في قلب المواطن العربي، وعودتها للاندماج الدبلوماسي والرسمي مع باقي الدول كان أمراً حتمياً، خاصة أن الدولة السورية عانت الأمرين خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل كبير، جراء ويلات الحرب والإرهاب".
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg جزيرة ام اند امز