بعد فشل الجولة الـ7 من مفاوضات فيينا.. ما خيارات واشنطن تجاه إيران؟
أسدل الستار على جولة المفاوضات النووية السابعة بين إيران وقوى دولية دون التوصل لتقدم يحيي الاتفاق الموقع عام 2015 أو يكبح طموح طهران.
وحذرت الولايات المتحدة من أنها تستعد لعالم لا عودة فيه إلى الاتفاق النووي الإيراني، بعد مفاوضات مخيبة للآمال بشأن استئناف اتفاق 2015، فما هي خيارات واشنطن فعلا لإقناع طهران بالعودة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.
يقول مسؤول رفيع عائد من المفاوضات في فيينا، مكررا تحذيرا وجهه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت سابق، إن "ايران لم تظهر موقف بلد يفكر جديا في عودة سريعة" إلى اتفاق 2015 الذي هدف إلى منع طهران من حيازة سلاح نووي، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
صبر واشنطن ومماطلة طهران
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة أظهرت صبرا كبيرا خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، منذ تعليق طهران المحادثات في يونيو/حزيران والاستمرار في تسريع وتيرة برنامجها النووي في شكل استفزازي.
وقال المسؤول: "ما رأيناه خلال الأسبوع الماضي أو نحو ذلك يشير إلى أنهم يحاولون الحصول على امتيازات غير معقولة تتجاوز نطاق الاتفاق الأصلي، حيث قدمت طهران اقتراحات تشكل تراجعا عن كل التسويات التي اقترحتها في الفترة من أبريل/ نيسان الى يونيو/ حزيران، وذلك بهدف "الاستفادة من كل التسويات التي طرحها الآخرون وخصوصا الولايات المتحدة، والمطالبة بالمزيد".
لكن المسؤول الكبير قال إن "موعد استئناف المحادثات لم يعد يشكل أهمية بالنسبة لنا عما لو كانت إيران مستعدة للعودة بموقف جاد. لكن ما رأيناه حتى الآن يشير إلى عكس ذلك... لا يمكن أن نقبل بوضع تسرع فيه إيران وتيرة برنامجها النووي مع المماطلة في دبلوماسيتها النووية".
خيارات على الطاولة
في حين أنها لم تستبعد العمل العسكري، أكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها، إلى جانب شركائها في أوروبا، لديها عدد مما أسماه المسؤول "أدوات" لاستخدامها إذا رفضت إيران العودة إلى الامتثال للاتفاق.
وتشمل عقوبات أمريكية إضافية، بالإضافة إلى إعادة فرض العقوبات الدولية التي تم رفعها كجزء من الصفقة الأصلية.
لكن المسؤول رفض الإفصاح عما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستشن حملة صارمة على صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، التي تنتهك العقوبات، والتي غضت الطرف عنها إلى حد كبير حتى الآن.
المسؤول الذي تحدث في إفادة للصحفيين بموجب قواعد عدم الكشف عن هويته، قال إنه إذا كان التقدم النووي الإيراني يجعل من المستحيل العودة إلى الاتفاق، فسيتعين أن تكون هناك نتائج دبلوماسية أخرى سنكون مستعدين للمضي قدما فيها والتي حددتها وزارة الخارجية.
فشل متواصل
وخلال ست جولات من المحادثات الربيع الماضي في ظل إدارة ترامب، تم التوصل إلى حلول بشأن رفع العقوبات الأمريكية، ووقف الأنشطة الإيرانية، ما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى الاعتقاد بأن الاتفاق النهائي بات في متناول اليد.
وأعرب الرئيس الحالي جو بايدن عن استعداده للعودة إلى الاتفاق إذا عاودت طهران تنفيذ التزاماتها، لكن مفاوضي طهران الجدد عادوا إلى طاولة المفاوضات يوم الإثنين "بمقترحات مغايرة لتلك التي تم الاتفاق عليها سابقا وجاءت طهران طالبة المزيد".
وشدد المسؤول الأمريكي الرفيع مرة أخرى يوم أمس السبت على أن الدبلوماسية هي الطريق الأنسب لإدارة بايدن، لكن لديها "أدوات أخرى" يمكن أن تلجأ إليها.
ونصّ الاتفاق الذي وصف بالتاريخي ساعة إبرامه قبل ستة أعوام، على فرض قيود صارمة على برنامج إيران النووي ووضعه تحت رقابة الأمم المتحدة من أجل ضمان أن يظل مدنيا وسلميا.
وفي المقابل، استفادت إيران من رفع العقوبات القاسية التي خنقت اقتصادها، قبل أن ينسحب ترامب من الاتفاق، الذي اعتبر النصّ معيبا وغير كاف، وأعادت واشنطن بعد ذلك فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتخلي تدريجيا عن القيود المفروضة على برنامجها النووي.