تأتي الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية خلال يوليو/تموز الجاري، بعد مرور خمسة أشهر على أزمة أوكرانيا، وتغيير العرض والطلب على الطاقة.
ويحمل "بايدن" في جَعبته ملفاتٍ ساخنة، في مقدمتها أمن الطاقة ومناطق الصراع الملتهبة في الشرق الأوسط والعالم، وسيكون على اجندة الزيارة ملف الصراع الأمريكي المتفاقم مع إيران.
سيحضر "بايدن" القمة الخليجية العربية المقررة، وبحضور كل من مصر والعراق والأردن، وقد يكون الهدف الرئيسي من زيارته ترسيخ شراكة استراتيجية مع السعودية، لأنها تشكل وزنًا في إطار الدول العربية والإسلامية، وكذلك تعتبر من أهم منتجي ومصدري النفط على الصعيد الدولي.
ومع انعقاد القمة الأمريكية الخليجية العربية المرتقبة الأولى منذ تولي "بايدن" الرئاسة في بداية عام 2021، ترتفع وتيرة الشكوك الأمريكية-الأوروبية حول نيّات إيران غير الواضحة من ملف النووي من جهة، وزيادة نفوذها في عمق المنطقة العربية، عبر صناعة أذرع لها بدعم مالي كبير، وذلك لتحقيق أهدافها المتشعبة في تلك الدول من جهة أخرى، وتبعا لذلك تندرج زيارة "بايدن" إلى السعودية، ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده، في إطار ترسيخ مفهوم مصالح المنطقة.
في الاتجاه الامريكي، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلا عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي في "البيت الأبيض" -لم يفصح عن اسمه- أن الرئيس الأمريكي يعتزم زيارة السعودية وإسرائيل منتصف يوليو/تموز المقبل، وقال المتحدث، حسب الموقع المذكور، إن هذه الزيارة "تأتي في سياق أجندة مهمة مع السعودية وإسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط"، واستطرد: "تركز هذه الأجندة على تحقيق نتائج للشعب الأمريكي، وإنهاء الحروب عن طريق الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
كذلك نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونتور" مقالا أشارت في مستهله إلى أنه في غضون أسبوعين، يخطط الرئيس جو بايدن لزيارة المملكة العربية السعودية لـ"إحماء العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، المنكوبة بالنفط".
ومع ذلك، تطلبت عملية الإحماء تلك أكثر من الدبلوماسية الرسمية وإعادة حساب المصالح المشتركة بين البلدين.
الثابت من خلال متابعتي الإعلامية أن "بايدن" سيبحث خلال زيارته إلى السعودية مواضيع ذات صلة بمصادر الطاقة المتجددة والأمن السيبراني والأمن الغذائي والطاقة، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية واهتزاز ميزان العرض والطلب على النفط والغاز الروسيين، مع استمرار العقوبات الأمريكية-الأوروبية وتراجع الكميات المستوردة من الغاز والنفط، حيث تستأثر روسيا بكمات كبيرة من مصادر الطاقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة