الحمل يغير الدماغ للأبد.. لغز التسعة أشهر
تُعد الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون من العناصر الفعالة في الدماغ، حيث تؤثر على المزاج والذاكرة وغيرها من الوظائف.
وتشهد النساء خلال فترة الحمل تغيرات هرمونية كبيرة، ومع ذلك، تظل هذه الأشهر التسعة بمثابة لغز في علم الأعصاب حتى الآن.
نشرت دراسة جديدة هذا الأسبوع في مجلة "Nature Neuroscience" تُعد الأكثر شمولية لفهم هذه الفترة الغامضة، حيث مسح الباحثون دماغ امرأة واحدة 26 مرة طوال فترة حملها، قبل وفي أثناء وبعد الحمل.
تقول إميلي جاكوبس، عالمة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا: "ليس فقط هذه الدراسة ضرورية لفهم فترة غير مألوفة في حياة المرأة، وإنما قد تحتوي على معلومات قيمة لم نتطرق إليها من قبل".
قبل هذه الدراسة، أظهرت دراسات سابقة أن الحمل يؤدي إلى انكماش أجزاء من الدماغ، وخاصة المادة الرمادية المسؤولة عن العديد من الوظائف المعرفية.
ومع ذلك، أكد الباحثون أن هذا الانكماش هو عملية تكيفية، ووجدت الدراسة أن المادة الرمادية انخفضت بنسبة 4% على مدى فترة الحمل، مع بقاء هذا الانخفاض حتى بعد عامين من الولادة.
على الرغم من توقع الباحثين لرؤية انكماش في المادة الرمادية، فوجئوا بقوة المادة البيضاء، التي تدعم التواصل بين الأعصاب.
أظهرت النتائج أن المادة البيضاء أصبحت أقوى خلال الثلث الثاني من الحمل، ثم عادت إلى مستوياتها الطبيعية بحلول وقت الولادة.
تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم التغيرات الدماغية لدى النساء الحوامل، وقد تُساعد في تشخيص الاكتئاب المرتبط بالحمل.
يتوقع الباحثون أن تسلط دراسات مستقبلية الضوء على الأنماط المعتادة لتغيرات المادة الرمادية والبيضاء، مما قد يساعد في التعرف على حالات الاكتئاب خلال فترة الحمل.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة تضمنت مشاركة واحدة فقط، بدأ الباحثون بالفعل بمسح أدمغة نساء أخريات حاملات، حيث تتزايد الطلبات من الأمهات المهتمات بالمشاركة في البحث.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية فهم التغيرات التي تحدث في دماغ المرأة خلال الحمل، وتشير إلى ضرورة تكثيف البحث في مجال صحة المرأة الذي غالباً ما يُهمل.