كل ما تريد معرفته عن استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير

نفّذت الدولة خطة متكاملة لرفع كفاءة الطرق المؤدية إلى المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات، لضمان تحقيق التكامل بين المتحف والمناطق المحيطة به، بما يعزّز المشهد الحضاري ويُيسّر وصول الزوّار والسائحين.
وشملت استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير تطوير الطرق والميادين والأرصفة والإنارة والتشجير والزراعات وتنسيق الموقع واللافتات، إلى جانب تحسين البنية التحتية وتيسير الحركة المرورية بالمحاور المؤدية إلى المتحف.
أكد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، أن المكاتب الاستشارية المشرفة على المشروع راعت الخصوصية الأثرية للمنطقة في جميع عناصر التصميم، بما في ذلك الزراعات وألوان المباني. وأشار إلى أنه تم طلاء نحو 3000 منزل على الطريق الدائري بألوان متناغمة لمنع التلوث البصري، وتنفيذ ما بين 750 و800 بانر يعرض صور ملوك مصر القدماء ومعالمها الأثرية، إضافة إلى أعمال إنارة فنية للأشجار والمسطحات الخضراء والأسوار، وتنفيذ نحو 750 مجسّمًا لشخصيات تاريخية وفنية وثقافية بارزة على الطريق الصحراوي، في مشهد يوحّد بين الفن والتاريخ في محيط المتحف المصري الكبير.
جدارية ضخمة لاستقبال زوّار المتحف المصري الكبير
تستقبل جدارية ضخمة زوّار المتحف المصري الكبير، تضم 185 شخصية مؤثرة من رموز مصر في مجالات الفن والأدب والسياسة والدين والرياضة، تمتد على طول الطريق المؤدي إلى المتحف.
أوضح المهندس عاطف طنطاوي، مدير مشروعات مكتب «أوكوبلان» الاستشاري، المكلّف من الدكتور طارق صبحي بتطوير محيط المتحف، أن الجدارية تمثّل مشروعًا فنيًا يهدف إلى تخليد الرموز الوطنية من مختلف المجالات. وأشار إلى أن العمل يضم وجوهًا لشخصيات دينية مثل الشيخ الشعراوي والبابا شنودة، وأخرى رياضية أبرزها اللاعب محمد صلاح، إلى جانب رموز فنية وثقافية من عصور مختلفة.
وأضاف طنطاوي أن فريق الدكتور طارق صبحي استخدم تقنية رقمية متطورة في إعداد الصور، موضحًا أن الجدارية ليست مرسومة بالأسلوب التقليدي، بل صُمّمت باستخدام برامج الحاسب الآلي ثم نُقلت بدقة على ألواح من الحديد، قائلًا: «نبدأ برسم التصميم على الكمبيوتر، ثم يُقطع الحديد بتقنية الـCNC».
بداية الفكرة وتطوّرها
تعود فكرة الجدارية إلى خطة تطوير الجزيرة الوسطى للطريق الدائري بوضع صور لشخصيات عامة، قبل أن تُعدّل الخطة لتُنفَّذ على سور طريق مصر – الإسكندرية الصحراوي. وأوضح طنطاوي أن أغلب الشخصيات المختارة تنتمي إلى الجيل القديم في مجالات الفن والفكر، مؤكدًا أن المشروع يهدف إلى تخليد رموز الزمن الجميل الذين تركوا بصمة بارزة في الذاكرة الوطنية، مضيفًا: «قرّرنا اختيار الشخصيات التي أثّرت في وجدان الناس، وغالبيتهم من الراحلين».
اختيار الشخصيات ورؤية التصميم
أوضح القائمون على المشروع أن اختيار الشخصيات كان بالتعاون بين إدارة المتحف المصري الكبير والدكتور طارق صبحي، صاحب فكرة الجدارية، والتي تضم 185 شخصية تتكرّر صورها على امتداد الطريق لتصل إلى 577 صورة. وأكد طنطاوي أن التصميم يحمل رؤية فلسفية تعكس امتداد الإبداع المصري الحديث من جذوره القديمة، مشيرًا إلى أن المشروع يجسّد فكرة الترابط بين الإنسان المصري القديم والمعاصر.
امتداد فني من ميدان الرماية إلى ما قبل التاريخ
أشار طنطاوي إلى أن جدارية المتحف ليست التجربة الأولى من نوعها، إذ جرى تنفيذ أعمال مماثلة في ميدان الرماية، إلى جانب جرافيتي يتضمّن مخطوطات تشير إلى الحضارات التي سبقت العصر الفرعوني، موضحًا: «نريد أن يرى المارّة تسلسل الحضارة من الشخصيات المعاصرة إلى الفرعونية، ثم إلى ما قبل الفراعنة».
تمثال الطريق الصحراوي يستقبل الزوّار
وفي مشهد فني موازٍ، يلفت التمثال الجديد المقام عند مدخل طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي الأنظار، إذ صُمّم بدمج فني بين الأسلوب المصري القديم والفن المعاصر ضمن جهود تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف. ويُعدّ التمثال تحفة فنية تستقبل الزائرين وتعكس الطابع الحضاري للموقع الأثري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز