انتخابات رئاسة لبنان.. مشاورات ومخاوف من لعبة "التكويع"
مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بدأت القوى السياسية مشاورات اختيار خليفة للرئيس ميشال عون، وسط مطالبات بضرورة تشكيل الحكومة.
آخر تلك المشاورات، كان الاتصال الهاتفي بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط بحزب الله وفيق صفا، الذي لاقى انتقادات لاذعة في لبنان، مع اتهام الزعيم الدرزي بالتخلي عن أدبياته السياسية ضد حزب الله والعودة إلى لعبة "التكويع".
إلا أن الوزير اللبناني السابق غازي العريضي قال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن لقاء جنبلاط مع حزب الله، ناقش عددًا من الملفات بينها الاستحقاق الرئاسي، الذي بات الشغل الشاغل لجميع اللبنانيين.
وأكد العريضي، أن الاجتماع لم يكن موجهًا ضد شخص أو فصيل سياسي بعينه، كاشفًا عن اجتماع ثان مع حزب الله، بعد أن ينقل وفيق صفا، ما دار في الاجتماع الأول إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وجبة دسمة
الاستحقاق الرئاسي لم يكن الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله وحدهما من تناولاه، بل إنه بات وجبة دسمة على مائدة كل السياسيين في لبنان؛ وخاصة مع بدء العد العكسي لنهاية عهد الرئيس ميشال عون.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن اللقاء الذي جمع في الديمان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تناول ملف الاستحقاق الرئاسي.
مواصفات الرئيس
وقال باسيل في اللقاء الذي كشفت تفاصيله وسائل إعلام محلية، إنه يجب أن يتمتع الرئيس المقبل بتمثيل شعبي قوي، مبدياً تأييده لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وهو ما سيقضي على "أزمة النصاب في المجلس أو النصف زائد واحد".
وأوضح رئيس التيار الوطني الحر، أن قوة منصب الرئيس مرتبطة بثلاثة أمور؛ أولها الصلاحيات التي لديه، وثانيها شخصه ومواصفاته، فيما ثالثها يكمن في تمثيل الرئيس بكتلة نيابية ووزارية تدعمه وتزيد من قوة صلاحياته وموقعه.
وشدد باسيل على ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية منتخباً مباشرة من الشعب "ويجب أن يكون من الناس، الأمر الذي يمنع خطر الفراغ".
الانتخابات الرئاسية
وتتجه الأنظار حاليًا إلى ما سيكون عليه الوضع مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية، وسط تخوفات من عدم إجرائها وتكرار سيناريو عام 2016 عند انتخاب عون، وما صاحب ذلك من أزمة فراغ رئاسي دامت عامين ونصف العام.
إلا أن الرئيس ميشال عون تعهد في الأول من أغسطس/آب الجاري خلال حضوره، احتفالا بعيد الجيش اللبناني الـ77، بالعمل لانتخاب رئيس جديد؛ يواصل ما أسماه "مسيرة الإصلاح" التي بدأها منذ توليه الحكم.
وشدد عون على أنه سيتحمل مسؤولياته الدستورية، بالعمل بكل ما أوتي من قوة، من أجل توفير الظروف المواتية لانتخاب رئيس جديد "يواصل مسيرة الإصلاح الشاقة التي بدأناها"، حسب تعبيره.
وعبّر رئيس لبنان عن أمله في "ألا يكون مصير الانتخابات الرئاسية مماثلا لمصير تشكيل الحكومة الجديدة، التي لم تتوافر لها حتى الساعة المقومات والمعايير الضرورية، لتكون حكومة فاعلة وقادرة على القيام بمسؤولياتها حاضرا ومستقبلا".
وتابع: "هذا الإنجاز الوطني لا يتحقق إلا إذا تحمل مجلس النواب الجديد، رئيسا وأعضاءً، مسؤولياته في اختيار من يجد فيه اللبنانيون الشخصية والمواصفات الملائمة لتحمل هذه المسؤولية".