رئيس البرازيل يسحب الجيش بعد 17 ساعة من نشره في الشوارع
تراجع الرئيس البرازيلي ميشيل تامر عن قرار باستدعاء الجيش لاحتواء احتجاجات عنيفة ضد حكومته بعد 17 ساعة فقط من صدوره.
تراجع الرئيس البرازيلي ميشيل تامر عن قرار باستدعاء الجيش لاحتواء احتجاجات عنيفة ضد حكومته بعد 17 ساعة فقط من صدوره، تحت ضغط عاصفة من الانتقادات.
وأنهى تامر انتشار القوات الاتحادية في الشوارع العاصمة مساء الخميس بعد يوم من إرساله الجيش لاحتواء احتجاجات حاشدة ضد حكومته التي تعصف بها فضائح.
- الرئيس البرازيلي يطالب بتعليق تحقيقات الفساد ضده
- بالصور.. اشتباكات وإضرام نيران بمبان حكومية في البرازيل
وأثار قرار الرئيس البرازيلي بإرسال الجنود إلى برازيليا مخاوف في بلدٍ لا تزال فيه ذكريات الحكم الديكتاتوري العسكري بين 1964 و1985 حاضرة في الأذهان.
وقال العضو المعارض في الكونجرس أليساندرو مولون للصحفيين الخميس (بالتوقيت المحلي) في العاصمة "إنه قرار لا يمكن تصوره ولا يتناسب تماما مع الوضع.. إنه يظهر حكومة هشة أيامها معدودة".
وتقوّض الفوضى زعْم تامر أنه أفضل شخص يوفر الاستقرار لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية. وأضعفت موقفه السياسي في الكونجرس للحد الذي قال معه زعماء حزبه إن الإصلاحات اللازمة لاستعادة الثقة والاستثمارات في اقتصاد متعثر قد تتأجل.
وأعلن وزير الدفاع راؤول جونجمان أن تامر ألغى قرار نشر الجيش بعد 17 ساعة من إصداره.
وخلال ساعات انتشار الجيش كان الجنود يحملون البنادق ويحرسون الوزارات الحكومية التي تعرضت للرشق بالحجارة في وقت سابق من قبل محتجين يطالبون باستقالة تامر وإجراء انتخابات جديدة. واشتعلت النيران في أحد المباني.
وقال جونجمان إن شرطة برازيليا لم تستطع التصدي لعشرات الآلاف من المحتجين الذين تجمعوا للمطالبة باستقالة تامر وإنهاء إصلاحاته التي لا تحظى بالشعبية في مجالي العمل والتقاعد.
وأضاف أنه جرى استدعاء الجيش لوقف أعمال التخريب التي بدأت عندما اشتبك المتظاهرون والشرطة في وقت سابق من ذلك اليوم في العاصمة حيث أصيب نحو 50 شخصا.
كانت احتجاجات الأربعاء الأعنف في برازيليا منذ المظاهرات المناهضة للحكومة في 2013 وأججت أزمة سياسية أشعلتها المزاعم بتغاضي تامر عن دفع أموال لشاهد محتمل في تحقيق فساد كبير.
ورفض تامر الاستقالة الأسبوع الماضي بعدما فتحت المحكمة العليا تحقيقا في مزاعم الرشا التي وردت في شهادة للملياردير خوسلي باتيستا. وباتيستا هو صاحب شركة عملاقة لتعليب اللحوم وجاءت مزاعمه من محادثة سجلها سرا مع تامر.
وفي رسالة مسجلة صدرت في وقت متأخر من مساء الخميس قال تامر إن الدولة لم تصل إلى مرحلة التوقف عن العمل وإن الكونجرس يواصل التصويت على مقترحات الحكومة.
وقدمت نقابة المحامين البرازيلية طلبا الخميس للكونجرس للبدء في إجراءات مساءلة تامر لتقاعسه عن التحرك إزاء فضيحة الفساد التي تضرب حكومته.
وجرى تقديم 15 طلبا لمساءلة تامر منذ الأسبوع الماضي لكن رئيس مجلس النواب رودريجو مايا، وهو حليف لتامر، من سيقرر طرحها للتصويت. وتعهد مايا بعدم السماح بذلك.
وتولى تامر، النائب السابق للرئيس والذي تراجع التأييد الشعبي لحكومته لما دون الـ10%، السلطة قبل نحو عام بعد عزْل الرئيسة السابقة ديلما روسيف بسبب انتهاكها لقوانين الميزانية.
وقد تعزل أكبر محكمة انتخابية في البرازيل تامر حيث ستجتمع في السادس من يونيو/ حزيران المقبل، لاتخاذ قرار بشأن إمكانية إلغاء فوز روسيف وتامر، الذي خاض الانتخابات معها على منصب نائب الرئيس، بانتخابات 2014 بسبب استخدامهما أموالا غير قانونية لتمويل حملتهما.
وإذا حدث ذلك فسيكون أمام الكونجرس 30 يوما لاختيار خليفة لتامر يقود البلاد لحين إجراء انتخابات في أواخر العام القادم.