الرئيسة المحتملة.. ألغام تنتظر "لوبان" في الإليزيه
مع مرور زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان للمرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية ارتفعت أصوات المتحدثين عن شكل إدارتها للإليزيه.
تقرير قدمه الكاتب الصحفي بيتر كونرادي لصحيفة صنداي تايمز البريطانية كشف التحديات التي ستواجهها "لوبان"، خلال فترة حكمها، حال الفوز على الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في جولة الإعادة يوم 24 أبريل/نيسان المقبل.
ترتكز وعود لوبان في زيادة دخول الفرنسيين واستعادة مكانة باريس عالميا وتقديم المواطنين الفرنسيين على المهاجرين، وتحديدا فيما يتعلق بالمثلث الشائك (الإسكان والتوظيف والرعاية الاجتماعية).
لكن التقرير حذر لوبان من اصطدامها بعدة عقبات، خلال المائة يوم الأولى من حكمها، ولعل أبرزها البرلمان الفرنسي ودوائر صناعة القرار الأوروبي في بروكسل، ثم محاولاتها لإقناع كفاءات بالانضمام إلى حكومتها.
تكاليف المعيشة
واحدة من أبرز القضايا التي حذر كونرادي منها؛ حيث اعتبر أن النجاح المحقق لـ"لوبان" في الانتخابات حتى الآن عائد إلى وعودها بحلول جذرية لمشكلة ارتفاع الأسعار.
وتعهدت الرئيسة اليمينية المحتملة بتنفيذ قائمة طويلة من التغييرات الاقتصادية، من بينها خفض ضريبة القيمة المضافة على الوقود من 20% إلى 5.5%، وإعفاء كل مَن هم دون الثلاثين من ضريبة الدخل.
تعديلات دستورية
أما ثاني أبرز القضايا التي وعدت مرشحة اليمين المتطرف بنزع فتيلها فقد ارتبطت بتعديل دستوري يضمن تعزيز حقوق الفرنسيين على حساب غير المواطنين الذين يعيشون في بلادها، وتحديدا ما يرتبط بخدمات الإسكان الاجتماعي.
ونقلت "بي بي سي" عن الكاتب مخاوفه من تحذير جمعية أرباب العمل الفرنسية من أن خطط لوبان هذه كفيلة حال تنفيذها بالتسبب في "زيادة حادة وغير ممولة في الإنفاق العام قد تؤدي إلى طريق مسدود".
ولكن يظل الأصعب هي حاجة لوبان لموافقة برلمانية على مثل تلك التعديلات لكنها ستصدم بخصومها السياسيين، خاصة أن حزبها (التجمع الوطني) لا يمثله في الجمعية الوطنية سوى 7 مقاعد من أصل 577 مقعدا.
ووفقا لتحليل الكاتب فإن تنفيذ لوبان لخططها ووعدها لن تتحقق إلا بتعديل دستوري يحتاج بدوره إلى إجراء استفتاء.
صدمات أوروبية
ومن المؤكد أن مساعي لوبان لإضافة بنود على الدستور الفرنسي ستجعله فوق القانون الأوروبي والدولي، مستندة إلى المادة 11 من الدستور الفرنسي، والتي استُخدمت مرتين من قبل في حقبة الستينيات على يد الرئيس الجنرال شارل ديجول.
غير أن هذه الخطوة ستقابل برفض من المجلس الدستوري الفرنسي الذي يمثل السلطة الدستورية الأعلى في البلاد، وفقا للكاتب صحيفة صنداي تايمز البريطانية.
أوروبيا نبه كونرادي إلى أن خطط لوبان وسياساتها تثير مخاوف في بروكسل فغالبية وعودها ستنتهي بتقويض قانون الاتحاد الأوروبي وتهديد السوق الموحدة.
لوبان.. من المحاكم للإليزيه
مارين لوبان البالغة من العمر 53 عاما، المولودة في مدينة نويي غربي باريس حاصلة على ماجستير في القانون، بدأت حياتها السياسية عام 1986 عندما التحقت بحزب التجمع الوطني، الذي أسسه والدها جان ماري لوبان وتتزعمه هي حاليا منذ عام 2011.
تمثل مارين لوبان تيار اليمين المتطرف في سباق الوصول لقصر الإليزيه، وتشكك في أوروبا وتتخذ موقفا إيجابيا تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعتبره قوميا محافظا.
تصف لوبان نفسها بطائر الفينيق الذي ينهض من بين الركام، في إشارة إلى عزمها الفوز بهذه الجولة رغم خسائرها المتتالية، كما أظهر استطلاع رأي أن 46% من الناخبين يرون أنها تمثل خطا وطنيا يرتبط بالقيم التقليدية.
خلال تجمع حزبي لها عام 2017، قالت مارين المناهضة للمهاجرين إن جدتها الكبرى قبطية وولدت وعاشت كل حياتها تقريبا في مصر.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMDAg
جزيرة ام اند امز