رئيس الحكومة الجديد بتونس.. من هو أحمد الحشاني؟
بعد سنتين من تقلد منصب رئاسة الحكومة، أقال الرئيس التونسي قيس سعيد نجلاء بودن وعين خلفا لها رجل اقتصاد بامتياز هو أحمد الحشاني، لتدخل البلاد في مرحلة من الإصلاحات الاقتصادية للخروج من الأزمة الخانقة.
والحشاني هو مسؤول مهم بالبنك المركزي، وخبير قانوني وخريج كلية الحقوق السياسية والاقتصادية بتونس، حصل منها على شهادة الماجستير سنة 1983.
وهو شخصية غير معروفة إعلاميا وتأتي من خارج أسوار عالم السياسة والأحزاب ليصبح ثاني رئيس حكومة بعد إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي أطاحت بالإخوان.
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن الحشاني يعرف بعدائه للإخوان ولأحزاب الإسلام السياسي، مقابل دعمه للرئيس سعيّد وقيادته الحملة الانتخابية التي سبقت وصوله إلى قصر قرطاج عام 2019.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الحشاني تم تعيينه في هذا المنصب لخبرته في المجال الاقتصادي.
وخلال تأديته اليمين الدستورية، قال الرئيس التونسي قيس سعيد متوجهاً بالحديث للحشاني: "لا للعودة للوراء وتونس دولة واحدة ويجب الحفاظ عليها".
وكان سعيّد قد عيّن نجلاء بودن (65 عاما) في 29 سبتمبر/أيلول 2021، خلفا لرئيس الحكومة المقال هشام المشيشي إثر اجراءات 25 يوليو/تموز 2021.
وكلّف سعيد أستاذة التعليم العالي، نجلاء بودن، بتشكيل الحكومة وفق الأمر الرئاسي 117.
الرهان الاقتصادي
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن رئيسة الحكومة نجلاء بودن نجحت في الانتقال إلى الجمهورية الجديدة لكنها فشلت اقتصاديا.
وقال حسن التميمي المحلل السياسي التونسي إن حكومة نجلاء بودن جاءت في فترة صعبة من تاريخ البلاد وكانت أمامها تحديات كبيرة وهي كيفية التخلص من براثن حكم الإخوان وتأسيس جمهورية جديدة بدستور وبرلمان جديدين.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "لكن حكومة نجلاء بودن فشلت في المجال الاقتصادي حيث لم تستطع البلاد أن تخرج من أزمتها المالية".
وأكد أن حكومة بودن كانت حكومة تسيير أعمال أكثر منها حكومة مرحلة صعبة من تاريخ تونس، إذ تقوم بتسيير أوضاع البلد من دون رؤية أو برنامج واضحين يمكن محاسبتها عليهما".
وأضاف: "فكان خيار الرئيس في هذه المرحلة أن يكون رئيس الحكومة الجديد رجل اقتصاد لإخراج البلاد من هذه الأزمة الاقتصادية".
وأكد أن قيس سعيد اختار شخصية من خارج أسوار السياسة والأحزاب لأنه يعول على الكفاءات والخبرة في تسيير الإدارة.
من جهة أخرى، شدّد النائب في البرلمان عن حركة الشعب بدر الدين القمودي على أنّ الوضع في تونس يزداد كارثية، معتبرا أن حكومة نجلاء بودن تعمل ضدّ مسار 25 يوليو/تموز 2021.
واعتبر القمودي أن حكومة بودن ليس لديها رؤية ولا برنامج لإنقاذ المؤسّسات الحكومية ، ولم تقم بأيّة مجهودات باستثناء التداين، ما عمّق الأزمة الاقتصادية.
وقال "لا يمكن لحكومة نجلاء بودن أن تشتغل بماكينة قديمة وتنجح"
وكان أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، قد أكد يوم 11 يناير/ كانون الأول الماضي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن حزبه يدعو إلى تكوين حكومة جديدة سياسيّة.
وشدّد على أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد مُطالَب بتقييم أداء حكومة نجلاء بودن بطريقة موضوعيّة، وذلك وفق ما ينصّ عليه الدستور وعدم الاقتصار على تغيير بعض الوزراء.
وتعاني تونس من أوضاع اقتصادية صعبة بعد عقد من هيمنة جماعة الإخوان على السلطة في البلاد.
وتفاوض تونس صندوق النقد الدولي منذ نحو 18 شهرا على برنامج تمويل بقيمة 1.9 مليار دولار، مشفوعا بإصلاحات اقتصادية اعتبرها قيس سعيّد إملاءات.
ويبدو أن سعيد يعتزم ضبط أوتار اقتصاد البلاد بتعيين شخصية اقتصادية للاهتمام بالمسألة الاقتصادية.
وسبق لسعيد أن أقدم على تعديل الحكومة حينما أقال 6 وزراء من تشكيلة وزارة نجلاء بودن، خلال الأشهر الأخيرة، مع تعيين آخرين مكانهم.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز