كيف شكلت الحرب العالمية الثانية رؤساء أمريكا؟.. كتاب جديد يكشف الأسرار

لعبت الحرب العالمية الثانية دورا في تشكيل جيل من الرؤساء الأمريكيين وهو ما يكشفه كتاب جديد.
وفي الكتاب الذي يحمل اسم "الرؤساء في الحرب" يقدم ستيفن إم جيلون نظرة على تأثير الحرب العالمية الثانية على 8 رؤساء 7 منهم خدموا بالزي العسكري بين عامي 1941 و1945.
ويركز جيلون وهو أستاذ التاريخ الفخري بجامعة أوكلاهوما على كيفية تأثير الحرب على الرجال الذين قادوا بلادهم خلال الحرب الباردة مع روسيا، إلى مستنقع فيتنام، وفي النهاية إلى حرب العراق الأولى وبالنسبة إليه "كان الرؤساء الأقرب إلى القتال هم الأكثر تحفظًا في استخدام القوة بعد ذلك".
وأوضح جيلون أن الرئيس جيمي كارتر ولد عام 1924 وبلغ سن الرشد في زمن الحرب لكنه تخرج في الأكاديمية البحرية الأمريكية عام 1946، وهو العام التالي لنهاية الحرب وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
أما الرئيس رونالد ريغان فانضم إلى احتياطي الجيش في ثلاثينيات القرن الماضي وقضى سنوات الحرب مجندًا، لكنه لم يشارك في الحرب حيث ظل في هوليوود لصناعة اسمه كممثل حيث اكتفى بالانضمام إلى حملات جمع التبرعات.
وأشار جيلون إلى ما وصفه بالمؤامرات خلف الكواليس للتأكد من بقاء ريغان في كاليفورنيا وصناعة الأفلام، وفي الوقت نفسه خلق الصورة العامة لرجل ذهب إلى الحرب ونشر صورته بالزي العسكري.
وقال "ريغان لم ير الحرب أبدًا.. إنه يختلق الأشياء، ويعتقد أنها صحيحة.. الأمر الذي لم أكن أعرفه هو كيف خرج من الحرب بالخوف الحقيقي من الأسلحة النووية".
وأضاف "رغم لغته الرنانة، كان مقيدًا جدًا في استخدام القوة.. الشيء الوحيد الذي فعله كان عام 1983 هو خلق حرب زائفة في غرينادا التي قُتل فيها 19 أمريكيًا، بالإضافة إلى مقتل 241 أمريكيًا في تفجير السفارة الأمريكية في بيروت حيث رد بشن ضربات محدودة".
كما قصف ريغان ليبيا عام 1986، وموّل وأشعل الصراعات في أماكن أخرى لكن على الساحة العالمية كان ضبط النفس الذي تمتع به "مفاجئا"، وفقا لجيلون، الذي أشار إلى أن خوفه من الأسلحة النووية جعله منفتحا على مبادرات الحد من التسلح مع زعيم الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف.
وفي كتابه يقول جيلون إن ليندون جونسون كان يعمل على تشويه الحقائق لتحقيق مكاسب سياسية، فعندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية، ارتدى الزي العسكري بصفته عضوًا في الكونغرس للقيام بجولة تقصي الحقائق في المحيط الهادئ حيث نجا من هجوم شنته مقاتلات يابانية على متن طائرة قاذفة.
ويشير المؤلف إلى "الجدل حول ما كان الأمر قد حدث بالطريقة التي وصفها بها".
وفي الكتاب، يركز جيلون على الدروس الرئيسية التي تعلمتها الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية، وخاصة تكلفة الاسترضاء، وانتصار هتلر في ميونيخ عام 1938.
وقال جيلون إن مثل هذه الدروس "نسيها البعض، مثل ليندون جونسون في فيتنام، بينما يرى أن الذين شهدوا أهوال المعارك مثل الرئيسين السابقين جون كينيدي وجورج بوش الأب، يفكرون في الحرب العالمية الثانية طوال الوقت عندما يتخذون قرارات كبرى، سواء كانت أزمة الصواريخ الكوبية بالنسبة لكينيدي أو حرب العراق مع جورج بوش".
أما ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، فخدم كلاهما في البحرية لكنهما لم يشاهدا المعركة وكانت أقرب مواجهة لفورد تتعلق بحريق على متن سفينته أثناء إعصار في المحيط الهادئ أما نيكسون فتم إرساله إلى الجزر الاستوائية، للعمل في مجال الخدمات اللوجستية والإمداد لكنه فشل في الوصول إلى خط المواجهة.
وتهيمن فيتنام على كتاب جيلون حيث بدأ تورط الولايات المتحدة في عهد أيزنهاور، وتسارع في عهد كينيدي، وتحول إلى كابوس في عهد جونسون وانتهى أخيرًا في عهد نيكسون.
وفي كتابه يشير جيلون أيضا إلى بيل كلينتون الذي عارض الحرب، ودرس في الخارج ونفى الاتهامات بالتهرب من التجنيد كما تحدث عن جو بايدن الذي حصل على تأجيلات دراسية للخدمة العسكرية ثم أعفي منها بسبب إصابته بالربو في سن المراهقة.
أما جورج بوش الابن فذهب إلى الحرس الوطني الجوي في تكساس وهو المكان الذي وصفه جيلون بأنه "مكان سيئ السمعة حيث يضع الأثرياء الأقوياء أطفالهم أثناء الحرب".
أما دونالد ترامب فحصل على تأجيلات للتجنيد الطلابي وقال طبيب إن "النتوءات العظمية" في كعبيه جعلته غير لائق للخدمة العسكرية.
aXA6IDE4LjExNy4yNDUuMjAzIA==
جزيرة ام اند امز