أسعار الأضاحي.. "نقاط تفتيش" الحوثي ترهق "جيوب" اليمنيين
تردي الوضع الاقتصادي بكافة مناحي الحياة دفع الكثير من اليمنيين إلى عدم شراء أضاحي عيد الأضحى والتي تشهد أسعارها ارتفاعا غير مسبوق إثر الحرب الحوثية.
وأدى قطع مليشيات الحوثي للطرق الرئيسية إلى مضاعفة أسعار المواشي في اليمن، التي تنعكس سلبا وتزيد من معاناة الأسر اليمنية، لتجعلها تستقبل عيد الأضحى دون أضحية.
ووصل سعر رأس ذكر البقر الذي يصل وزنه 450 كليوغراما، إلى أكثر من 2.3 مليون ريال يمني (1700 دولار أمريكي)، فيما بلغ سعر الحجم المتوسط نحو 1.7 مليون ريال (1300 دولار أمريكي).
فيما وصل سعر رأس الغنم إلى 400 ألف ريال يمني (294 دولارا أمريكيا) للحجم الكبير، ومتوسط الحجم وصل سعره 250 ألف ريال يمني (184 دولارا أمريكيا)، وهي مبالغ لا يقدر المواطن اليمني على تحملها، فقد ارتفعت كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية.
يقول منير غالب (39 عاما) من محافظة لحج (جنوب)، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الغلاء الذي تشهده الأسواق في أسعار المواشي حرمه من توفير الأضحية.
ويضيف منير غالب أن مبلغ 100 ألف ريال يمني (75 دولارا أمريكيا) لم يعد كافيا لشراء رأس واحد من الأغنام (ذكر الماعز)، وأنه أُجبر على العودة من سوق المواشي دون شراء.
فتش عن الحوثي
مع بدء مواسم الأعياد تنتهز مليشيات الحوثي فرصة مضاعفة جباياتها بحق تجار المواشي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
ولا تكتفي المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا بفرض جبايات المواشي فقط، وإنما تمارس عملية الابتزاز بحق تجار المواشي والأبقار خاصة في النقاط التي تؤدي إلى مناطق الحكومة اليمنية.
وتفرض المليشيات الحوثية إتاوات وجبايات مُنهكة بحق تجار المواشي والمواطنين، إذ تقوم بين الحين والآخر بجمع آلاف رؤوس الأغنام والضأن والأبقار بحجة المجهود الحربي لدعم مقاتليها.
ويقول أمين سعد (اسم مستعار) -وهو أحد تجار المواشي في منطقة القاعدة بمحافظة إب الواقعة تحت سيطرة المليشيات-، إن مبالغ مالية هائلة يدفعها كجبايات ورسوم جمركية -على حد وصف المليشيات- في أثناء نقله للمواشي في شاحنته الخاصة من ميناءي المخا وعدن.
ويضيف تاجر المواشي أمين، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أنه يتم أخذ جبايات على كل رأس من المواشي، إضافة إلى أنه يتوجب عليهم دفع بعض رؤوس الأغنام كمجهود حربي للمليشيات، قائلًا: "نضطر إلى دفع ما يطلبون، وإلا حرمونا من ممارسة أعمالنا".
تضاعف الأسعار
في السياق، يقول جابر قائد وهو أحد تجار المواشي والأبقار في محافظة تعز في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه وبسبب قيام المليشيات بحصار مدينة تعز وقطع الطرقات الرئيسية، يفقد بعض رؤوس المواشي (الأغنام والضأن) وحتى بعض ذكور البقر، حيث يؤكد أنها تموت في الطريق، وبعضها تظل لأيام دون أكل، وهو ما يسبب له خسائر مالية فادحة.
ويضيف أنه ينقل المواشي من مناطق شرعب والحوبان والقاعدة، وهي مناطق تقع تحت سيطرة المليشيات، إضافة إلى مناطق عدة تقع تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
وأشار إلى أن الأسعار هي الأخرى وتكلفة التجارة بها أقل وأفضل حالا مقارنة في تكاليف شراء ونقل المواشي من مناطق سيطرة الحوثي.
وأرجع التاجر اليمني أسباب ذلك الارتفاع إلى الإتاوات والجبايات التي تفرضها المليشيات في نقاطها العسكرية الممتدة على طول الطرق المؤدية إلى مناطق الحكومة اليمنية.
أسباب ارتفاع الأسعار
من جهته، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز اليمنية الدكتور محمد قحطان، إن من أسباب ارتفاع أسعار المواشي قيام مليشيات الحوثي بإجبار تجار المواشي والأبقار على دفع الرسوم الجمركية المضاعفة في نقاط المنافذ المؤدية إلى مناطق سيطرتها.
ويضيف لـ"العين الإخبارية"، أن منع المليشيات التجار والمستوردين الاستيراد عبر ميناء عدن الحكومي، وإجبارهم على التوجه إلى ميناء الحديدة، أدى إلى إضعاف الموارد الحكومية الذي سبب انهيار الريال اليمني، وبدوره رفع أسعار المواشي.
وأشار إلى أن هذه الأسباب رفعت من أسعار المواشي في مناطق الحكومة اليمنية، ومناطق سيطرة مليشيات الحوثي أيضا.
ويمتلك اليمن ثروة حيوانية تُقدر بنحو 21 مليوناً و469 ألف رأس منها 9 ملايين و717 ألف رأس من الأغنام، وحوالي 9 ملايين و485 ألف رأس ماعز، إضافة إلى مليون و818 ألف رأس من الأبقار و447 رأس جمال.
وتعتبر الثروة الحيوانية سلة غذاء رئيسية في أغلب المناطق والمحافظات اليمنية، إذ يستوعب القطاع الزراعي النسبة الأكبر من الأيادي العاملة في اليمن، وتشكل الثروة الحيوانية نحو 25% من دخل العاملين في الأرياف.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز