أمير مكة المكرمة: نقلنا 2.5 مليون حاج من عرفات إلى مزدلفة في 6 ساعات
أمير منطقة مكة المكرمة يشكر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على كل ما يبذلانه في سبيل راحة الحجاج وتوفير جميع الإمكانات لخدمتهم.
أعلن الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، أن إجمالي عدد القوى العاملة في الحج من مختلف الجهات بلغ أكثر من 350 ألفاً، إضافة إلى 35 ألف متطوع ومتطوعة, بينهم 120 ألف رجل أمن و200 ألف من مختلف القطاعات و30 ألف ممارس صحي.
وقال الفيصل، في مؤتمر صحفي عقده في منى بعد انتهاء موسم الحج: "وزعت الجهات الخيرية أكثر من 26 مليون وجبة خلال حج هذا العام، تحت إشراف لجنة السقاية والرفادة بإمارة منطقة مكة المكرمة, وبلغت الأحمال الكهربائية خلال حج هذا العام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة 4715 كيلو وات, وجرى ضخ 41 مليون متر مكعب من المياه لمكة المكرمة والمشاعر".
وأضاف: "جرى نقل مليونين و489 ألفاً و406 حجاج من عرفات إلى مزدلفة خلال 6 ساعات، منهم 360 ألف حاج عبر قطار المشاعر و100 ألف استخدموا طرق المشاة، والباقي نقلوا عبر 20 ألف حافلة".
في مجال الخدمات الطبية، قال أمير منطقة مكة المكرمة إنه جرى تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من نصف مليون حاج، وتحجيج 400 حاج من المنومين بواسطة القافلة الصحية الطبية, إذ نقلوا إلى عرفات وأتموا حجهم وهم في سيارات الإسعاف, موضحاً عمل 173 مستشفى ومركزاً صحياً وعيادة متنقلة خلال حج هذا العام بطاقة سريرية إجمالية بلغت 5000 سرير, فضلاً عن إجراء 336 عملية قلب مفتوح وقسطرة و2700 عملية مختلفة.
وأشار إلى أن عدد الحجاج بلغ هذا العام 2.489.406 حجاج، منهم 1.855.027 حاجاً من الخارج, و634,379 حاجاً من الداخل, لافتاً إلى أن عدد الحجاج النظاميين بلغ 336 ألف حاج وعدد المخالفين 298 ألفاً و379 مخالفاً, مؤكداً انخفاض عدد المخالفين مقارنة بالعام الماضي البالغ 383 ألف مخالف بواقع 29%.
رفع أمير منطقة مكة المكرمة الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على كل ما يبذلانه في سبيل راحة الحجاج، وتوفير جميع الإمكانات السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.
وقال خلال المؤتمر الصحفي: "هذه الإمكانات التي أسهم فيها كل مواطن سعودي من داخل الحكومة وخارجها شرف عظيم يعتز به كل سعودي، بأن هيأ الله تعالى لنا جميعاً خدمة ضيوف الرحمن، ولا أستثني أحداً من العاملين في هذا الحج وهم بمئات الألوف".
وثمّن كل ما قدمه العاملون في سبيل راحة الضيوف، متمنياً استمرار التوفيق حتى إكمال هذه المهمة خلال الأيام المقبلة، وأن يعود كل حاج إلى بلاده سعيداً كريماً بعد أداء هذه الشعيرة العظيمة، مقدماً شكره لممثلي الوسائل الإعلامية لحضورهم هذه المناسبة العظيمة, وجهودهم في نقل الصورة الحقيقية من هذا المكان المقدس إلى جميع أنحاء العالم.
وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن أكثر الأمور أهمية لدى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة السعودية خدمة الحاج والمعتمر، وجعل هذه الرحلة الإيمانية رحلة مريحة لهم، مشيراً إلى إنشاء هيئة ملكية خاصة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة العام الماضي برئاسة ولي العهد، من صلاحيتها ومسؤولياتها تطوير المشاعر المقدسة ومدينة مكة المكرمة؛ لتلائم هذه المهمة العظيمة.
وأضاف: "بدأت الهيئة تدرس ما رفع لها من إمارة مكة وهيئة تطوير مكة المكرمة والبلديات وجميع الوزارات الحكومية الخدمية بشأن تطوير المشاعر المقدسة"، مؤكداً أن الآراء توافقت على الدراسات الأولية للمشروعات التطويرية الخاصة بالمشاعر المقدسة، متابعاً: "بدأت عمليات تنفيذ الدراسات الفنية والتنفيذية، وهي الآن في طور النهاية".
وأكمل: "نبدأ بعد انتهاء موسم الحج مباشرة في إنشاء أول أنموذج لتطوير منى ويشمل المساكن والمخيمات، وسيكون جاهزاً العام المقبل لتجربته"، مشدداً على إصرار المملكة أن تكون مكة المكرمة مدينة ذكية وكذلك المشاعر المقدسة.
وفيما يتعلق بالمستجدات التي طرأت على موسم حج هذا العام، قال الفيصل: "نعقد اجتماعاً بعد الحج مباشرة للنظر في كل السلبيات التي حدثت خلال الموسم المنصرم, ومن المقرر عرض النتائج بعد الحج بأسبوع واحد"، مؤكداً أن هناك جهداً كبيراً يبذل خلال العام، خصوصاً قبل الحج؛ للتواصل مع جميع المؤسسات المسؤولة عن الحج في الدول التي لديها حجاج، وشرح جميع الأنظمة وجميع المتطلبات التي يتطلبها الإسلام من المسلم عندما يحج.
بشأن إمكانية زيادة عدد الحجاج في الموسم المقبل إلى 15 مليون حاج, أكد الأمير خالد الفيصل أن حجاج هذا العام كلهم بما فيهم حجاج المملكة لم يصلوا إلى 3 ملايين حاج، مضيفاً: "لا أعتقد أن العام الجديد سيأتي 15 مليون حاج".
وأكد الأمير فيصل حرص المملكة العمل بمبادرة طريق مكة بجميع الدول الإسلامية ليستفيد منها كل مسلم أثناء رحلته إلى السعودية، مضيفاً: "طريق مكة يوفر الراحة للحجاج خلال رحلتهم الإيمانية حتى إنهم أصبحوا لا ينتظرون أكثر من نصف ساعة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة أو في أي مطار سعودي".
وقال: "الجميع بالمملكة في خدمة الحجاج عندما يصلون إلى الأراضي السعودية, أما قبل وصولهم فهذا ليس من مسؤوليتنا, هذه مسؤوليتهم هم ومسؤولية دولهم, أما مسؤوليتنا نحن فهي أن نؤمّن لهم الراحة والأمن والاستقرار والمعاملة الحسنة".
وعن دور المتطوعين، عبّر أمير منطقة مكة المكرمة عن اعتزازه وافتخاره بكل العاملين في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وقال: "أعتز وأفتخر بكل مواطن سعودي أسهم في نجاح الحج هذا العام وكل الأعوام السابقة, ومنهم المتطوعون تحديداً".
وأضاف: "هذه الخدمة التي يقدمها الإنسان السعودي في هذا المكان وهذه الأيام المباركة مصدر فخر واعتزاز لكل سعودي، ونفخر بإخواننا الذين يسهمون معنا سواء من داخل الكادر الحكومي أو من خارجه من التطوعين، فهم يضربون المثل الأعلى, خاصة رجال الأمن الذين فاقوا كل التوقعات وأصبحوا مجال اعتزاز كل سعودي أمام العالم أجمع".
وأبدى فخره بالصور الرائعة التي تنقل عن رجل الأمن السعودي وهو يساعد الحجاج الكبار بالسن والأطفال والنساء ليؤدوا نسكهم, مؤكداً أن "هذا ليس بغريب على إنسان سعودي دستوره القرآن ورايته كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله, ومنهجه السنة النبوية, وهذا ليس بغريب عليه أن يكون في هذا المستوى على الإطلاق, وهو مفروض عليه إسلامياً أن يكون بهذه الصفة، وأن يترفع عن كل صغيرة لا تتناسب مع الأخلاق الإسلامية التي يتمثل بها".
بشأن العلاقات السعودية الإماراتية، قال الأمير خالد الفيصل: "الإماراتي سعودي، والسعودي إماراتي".
وسلّم أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الفائزين بجائزة إمارة مكة المكرمة للإعلام الجديد، التي تُبرز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وتوثق الرحلة الإيمانية للحجاج.