بالصور.. أمير يلهم شعبه.. يملك قصرا و260 عاملا ويزرع الأرض بيديه
شيهو عثمان ياموسى الثالث أمير نيجيري يملك طاقما كبيرا من العاملين يتخطى عددهم 160 شخصا، فضلا عن 100 يعملون في مزرعته الكبيرة
شيهو عثمان ياموسى الثالث، زعيم نيجيري صاحب نفوذ واسع، قرر استبدال الزي الملكي بملابس الزراعة؛ ليشجع رعيته على الإقبال على هذه المهنة.
وورث شيهو، 52 عاما، الحكم عن والده أمير كيفي في ولاية ناساراوا بشمال وسط نيجيريا عام 2015، الذي تولى مسؤولياته 37 عاما فقط، وأيضا طاقما كبيرا من العاملين يتخطى عددهم 160 شخصا، يشمل حرسا وموسيقيين وسائقين وطباخين وعمال نظافة وعاملي حظائر، فضلا عن 100 يعملون في المزرعة.
ثروة حيوانية
يمتلك الزعيم النيجيري نحو 25 حصانا ومجموعة من الأبقار، ويستخدم الخيول، التي تعد رمز النفوذ، وسيلة للتنقل في المهرجانات الإسلامية، أو عندما يتجول في كيفي للتواصل مع رعيته وسماع آرائهم.
ويقول أمير كيفي، الذي يملك قصرا يحوي 60 عاملا يأتون في الثامنة صباحا وينصرفون في السادسة مساء، إن "مَن يعيشون في القصر يصل عددهم لنحو مئة".
ويقدم شيهو الطعام لأقاربه دائما، إذ يقيم مآدب لمن يحيطون به طوال اليوم والعشرات من جيرانه، ويقول: "أشعر بالسعادة عند تقديم الطعام للناس".
ويتلقى كل أمير في نيجيريا مرتبا ومخصصات لإمارته من الحكومة، وكان الأمير السابق يطعم حاشيته والعاملين لديه من هذه المخصصات، لكن الأمير الحالي لديه فكرة أفضل.
ويقول ياموسى الثالث: "بعد أن أصبحت أميرا قررت إطعام الحاشية والعاملين من مزارعي".
دراسته
قبل اعتلاء العرش بوصفه الأمير رقم 15 لكيفي، درس ياموسى الثالث القانون في جامعة ولاية ناساراوا، وأيضا درس في بريطانيا وحصل على الدكتوراه في قانون الطاقة، وله زوجتان و5 أبناء.
وكان يتطلع للمزيد من التقدم الدراسي، وسافر لإلقاء ورقة بحثية في الأمم المتحدة ديسمبر/كانون الأول 2015، عندما توفي والده فجأة لاعتلال صحته.
وتعد كيفي واحدة من أقدم الإمارات في نيجيريا، إذ تأسست عام 1798 حتى قبل إعلان عثمان دان فوديو الجهاد في أوائل القرن الـ19، عندما اجتاح شمال نيجيريا ونشر الإسلام.
وتاريخيا، خلف أمير كيفي شقيقه الأصغر قبل إعطاء الفرصة لابنه للحكم، ووافق ياموسى الثالث على تولي المنصب عندما أعرب عمه عن عدم اهتمامه بالمنصب.
الاهتمام بالزراعة
منذ كان طالبا صغيرا بدأ ياموسى الثالث الاهتمام بالزراعة، فكان يذهب لمزرعة والده خلال العطلات، ومنحه والده 70 هكتارا من الأراضي الزراعية قبل وفاته بـ5 سنوات؛ ليزرعها وينجح في حضور منتديات دولية بعد شراء تذاكر للسفر إلى الخارج من بيع محاصيل الذرة والأرز.
وعندما أصبح أميرا، اشترى المزيد من الأراضي الزراعية ووسع مزرعته؛ لتصل مساحتها لنحو 100 هكتار، يخصص 40 منها لزراعة الأرز والباقي للذرة.
كما بدأ زراعة الخضراوات، مثل الكرنب والقرع العسلي، وأقام 10 صوبات زجاجية يزرع فيها الفلفل والطماطم والخيار والفلفل الأصفر والأحمر.
ويقول الأمير، حسبما ذكر موقع "بي بي سي": "أنتج في العام نحو 300 جوال من الذرة، ونحو 200 من الأرز، وكل شهر أنتقي إحدى البقرات وأذبحها لذلك لا نشتري لحوما".
ويستهلك القصر نحو 5 جوالات من الأرز شهريا أي نحو 60 سنويا، ويقدم الأمير هدايا من محصول الأرز، ويبيع الباقي في العاصمة أبوجا.
ويحكي بفخر: "محصول الفلفل الأخضر الخاص بي من الأفضل في المنطقة الشمالية الوسطى، فهو فريد إذ لا أستخدم الكيماويات كثيرا وأعتمد على الأسمدة العضوية".
ورغم كمية الإنتاج الكبيرة، فإن الأمير يصف نفسه بالمزارع وتجرى جميع عمليات الزراعة والحصاد يدويا.
ويقول: "حاليا يعمل نحو 100 شخص في مزرعتي، وسأشتري جرارا العام الجاري، وأفكر في توسيع المزرعة لـ200 هكتار".
نفوذ
يعد الأمراء أصحاب نفوذ كبير في شمال نيجيريا، إذ يحظون بالتوقير والاحترام من الرعية الذين يعتبرونهم مبعوثي الإله، وتتضمن مسؤولياتهم فض المنازعات وضمان الأمن والإشراف على الرعاية الصحية وإنجاز سياسات الحكومة.
وطلبت الحكومة والمنظمات الدولية مساعدتهم في العديد من القضايا من حملات التطعيم العام وحتى مكافحة الإرهاب.
يشجع أمير كيفي الناس على الاستثمار أكثر في الزراعة، وعندما يزوره أمراء آخرون يصحبهم لمشاهدة مزارعه ليلهمهم نسخ تجربته في إماراتهم.
ويقول: "الكثيرون من شعبي وأصدقائي أيضا توجهوا للزراعة بسببي".
وعندما لا يكون ممتطيا جواده، فإن أمير كيفي يتنقل عادة في موكب من 7 سيارات على الأقل، لكن الوضع يختلف في المزرعة.
ويقول: "في المزرعة أحب العمل بنفسي، وعندما تراني الحاشية أعمل فإنهم، يضطرون للعمل بأياديهم أيضا".